مباراة زاهر المزعومة‏!‏

لا أعرف لماذا يصر الكابتن سمير زاهر علي سفر الفريق القومي لكرة القدم إلي القدس في هذه الظروف وماهي الأهداف التي ينشدها من المباراة التي يزمع إقامتها مع فريق فلسطيني في مدينة عربية محتلة‏.
يسيطر عليها الإسرائيليون ويحاصرونها بعدد ضخم من المستوطنات التي تكاد تفصلها عن الضفة‏!‏ وربما يكون حضور المباراة من الإسرائيليين أكبر كثيرا من الحضور الفلسطيني الذي سوف يخضع يقينا لقيود إسرائيلية مشددة تحسبا لأي أحداث طارئة؟‏!‏ وما الذي يجعله يفضل الذهاب إلي القدس بدلا من غزة إن كان الهدف محض رياضي ينشد إظهار التعاطف مع الشعب الفلسطيني‏!‏
وأظن أن إرسال الفريق القومي إلي القدس ومروره عبر المطارات والحواجز الإسرائيلية وقبوله أن يكون في بلد عربي محتل تحت حراسة الأمن أو الجيش الإسرائيلي باعتباره القوة المسيطرة علي الأرض يبعث برسالة خاطئة ليس فقط الي الشعب الفلسطيني ولكن إلي العالم العربي والإسلامي الذي سوف ينظر إلي هذه الزيارة باعتبارها خطوة متقدمة علي طريق تطبيع العلاقات مع إسرائيل‏,‏ تحظي بمساندة الشعب المصري‏,‏ وهو أمر ليس صحيحا علي وجه الإطلاق لأن المصريين رغم انحيازهم لسلام شامل وعادل يرفضون أي رسالة من هذا النوع خاصة في ظل حكومة بنيامين نيتانياهو التي تكره كل ماهو فلسطيني وعربي‏.‏
صحيح أن الرياضة هي في حد ذاتها رسالة سلام بين شعوب العالم‏,‏ وكثيرا ما فتحت الأبواب المغلقة لكن شرط النجاح لمهمتها ان يكون هناك حد أدني من توافق إرادات الشعوب علي تصحيح علاقاتها‏..‏ ومع الأسف فإن مايجري علي سطح الحياة السياسية في إسرائيل يشير إلي إنحياز عنصري كريه من جانب حلفاء الليكود الذين لم يتورعوا عن استخدام أقبح صور السباب لإظهار كراهيتهم للعرب والمصريين‏.‏
ولا أظن أن لمصر الرسمية خاصة في هذه الظروف أية مصلحة سياسية في هذه المباراة لأن مصر الرسمية لاتلزم شعبها إظهار مشاعر الود والحب لإسرائيل‏,‏ فمثل هذه المشاعر لاتنمو ولاتصلح بسياسات الأوامر‏..‏ إنني أنصح سمير زاهر بأن يؤجل زيارته إلي القدس إلي مابعد ذهاب الأقباط المصريين إلي المدينة المقدسة للحج لكي تكون الزيارة تتويجا لهذه المناسبة‏,‏ متي يحدث ذلك؟ الله وحده هو الذي يعلم


الاهرام الثلاثاء 20 من جمادى اولى 1431 هـ 4 مايو 2010 السنة 134 العدد 45074