حوار دول الحوض
صفحة 1 من اصل 1
حوار دول الحوض
لم تحدث الاحتفالية الشعبية الضخمة يوم توقيع اتفاقية تنظيم مياه النيل في عنتيبي عاصمة أوغندا, التي كانت تخطط لها بعض دول المنبع, ولم توقع جميع دول المنبع علي الاتفاقية التي اقتصر توقيعها علي اثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا..
وأظن أن ذلك يشكل في حد ذاته تطورا مقبولا يؤكد رغبة دول المنبع في استمرار الحوار مع دولتي المصب, تجاوبا مع النهج العاقل الذي اتخذته مصر والسودان, الذي أكد أن الحوار وحده هو السبيل الصحيح للوصول الي وفاق يجمع دول المنبع والمصب علي إطار اتفاقية عادلة لا تحدث أضرارا بمصالح أي من أطراف الاتفاق, وأن إدخال أية أطراف من خارج دول الحوض في الوساطة بين دول المنبع ودول المصب أمر مؤجل, الي أن تستنفد دول الحوض فرص الحوار فيما بينها علي مستويات متعددة لا تستبعد عقد قمة لدول الحوض أو تواصل المشاورات بين الرؤساء في رحلات متبادلة بهدف توسيع الحوار بين دول الحوض, وتعزيز تعاونها لحماية النهر وتنمية موارده وتمكين كل دول الحوض من الاستفادة بمياهه في اطار عادل يرعي احتياجات كل دولة في ضوء تعدد مصادرها المائية ومدي اعتمادها علي مياه النيل وحجم البدائل المتاحة لها.
وأظن أن الترجمة الدقيقة لعدم الاضرار بمصالح دول النهر يمكن أن تكون المدخل الصحيح لاستئناف التفاوض بين دول المنبع ودول المصب حفاظا علي علاقات صحية بين دول الحوض, وما من شك في أن من صالح دول الحوض أن تحافظ علي الحد الأدني من وحدتها في تعاملها مع الدول المانحة, لأن وحدة دول الحوض تشكل أساس التفاوض الناجح بين الجانبين, إذا توافق الجميع علي خريطة جديدة للمشروعات النيلية التي تفيد الجميع, وتعزز المصالح المشتركة لدول الحوض ولا تضر مصالح أي من أطرافه.. ويحسن أن تدرس مصر جيدا الآثار التي تترتب علي طلب وساطة الدول المانحة التي يمكن أن تعطي لنفسها حق تحديد الحل الوسط, وتحاول أن تتجاوز دورها كوسيط لتلعب دور الحكم.. ولأن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعتمد بالكامل علي مياه النيل الي حد يجعل القضية بالنسبة لها قضية حياة أو موت, يحسن أن يكون لها رؤيتها الاستراتيجية الخاصة التي تحدد البدائل المتاحة لها, إذا ازدادت الأمور تعقيدا, وتعذر الوصول الي حل توافقي يحفظ مصالح كل الأطراف.
الاهرام الثلاثاء 4 من جمادى الاخرة 1431 هــ 18 مايو 2010 السنة 134 العدد 45088
وأظن أن ذلك يشكل في حد ذاته تطورا مقبولا يؤكد رغبة دول المنبع في استمرار الحوار مع دولتي المصب, تجاوبا مع النهج العاقل الذي اتخذته مصر والسودان, الذي أكد أن الحوار وحده هو السبيل الصحيح للوصول الي وفاق يجمع دول المنبع والمصب علي إطار اتفاقية عادلة لا تحدث أضرارا بمصالح أي من أطراف الاتفاق, وأن إدخال أية أطراف من خارج دول الحوض في الوساطة بين دول المنبع ودول المصب أمر مؤجل, الي أن تستنفد دول الحوض فرص الحوار فيما بينها علي مستويات متعددة لا تستبعد عقد قمة لدول الحوض أو تواصل المشاورات بين الرؤساء في رحلات متبادلة بهدف توسيع الحوار بين دول الحوض, وتعزيز تعاونها لحماية النهر وتنمية موارده وتمكين كل دول الحوض من الاستفادة بمياهه في اطار عادل يرعي احتياجات كل دولة في ضوء تعدد مصادرها المائية ومدي اعتمادها علي مياه النيل وحجم البدائل المتاحة لها.
وأظن أن الترجمة الدقيقة لعدم الاضرار بمصالح دول النهر يمكن أن تكون المدخل الصحيح لاستئناف التفاوض بين دول المنبع ودول المصب حفاظا علي علاقات صحية بين دول الحوض, وما من شك في أن من صالح دول الحوض أن تحافظ علي الحد الأدني من وحدتها في تعاملها مع الدول المانحة, لأن وحدة دول الحوض تشكل أساس التفاوض الناجح بين الجانبين, إذا توافق الجميع علي خريطة جديدة للمشروعات النيلية التي تفيد الجميع, وتعزز المصالح المشتركة لدول الحوض ولا تضر مصالح أي من أطرافه.. ويحسن أن تدرس مصر جيدا الآثار التي تترتب علي طلب وساطة الدول المانحة التي يمكن أن تعطي لنفسها حق تحديد الحل الوسط, وتحاول أن تتجاوز دورها كوسيط لتلعب دور الحكم.. ولأن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعتمد بالكامل علي مياه النيل الي حد يجعل القضية بالنسبة لها قضية حياة أو موت, يحسن أن يكون لها رؤيتها الاستراتيجية الخاصة التي تحدد البدائل المتاحة لها, إذا ازدادت الأمور تعقيدا, وتعذر الوصول الي حل توافقي يحفظ مصالح كل الأطراف.
الاهرام الثلاثاء 4 من جمادى الاخرة 1431 هــ 18 مايو 2010 السنة 134 العدد 45088
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى