ساركوزي والنقاب
صفحة 1 من اصل 1
ساركوزي والنقاب
هل يستحق ارتداء ألفي امرأة النقاب من بين خمسة ملايين مسلم فرنسي, يعيشون وسط70 مليون مواطن فرنسي, وينتشرون في كل أنحاء فرنسا من مرسيليا في أقصي الجنوب إلي أقصي الشمال, كل هذه الضجة التي صنعها الرئيس ساركوزي في بلد اعتاد علي التغني والتفاخر باحترام الحريات الشخصية؟!... ولماذا يقامر ساركوزي علي توتر العلاقات بين الجالية المسلمة الفرنسية التي تشكل أكبر الجاليات الإسلامية في أوربا وباقي الشعب الفرنسي, باصراره علي تجريم ارتداء النقاب في الأماكن العامة وتغريم مرتدية النقاب150 يورو,
بعد أن وقع عدد من الاشتباكات بالأيدي في بعض أحياء باريس بين مسلمات فرنسيات منتقبات ونساء فرنسيات حاسرات, كما تعرض عشرات المساجد لعدد من الانتهاكات الصغيرة؟! وإلي أي حد سوف يؤدي إصرار الرئيس الفرنسي إلي تعقيد مقابل يزيد عدد المنتقبات, ويمكنهن من تنظيم حركات احتجاج علي قرارات الحكومة الفرنسية, التي يساندها60 في المائة فقط من الرأي العام الفرنسي ويخاصمها معظم قوي اليسار, خاصة أن هناك شبهات قوية في أن يكون مشروع القانون الذي سوف تدفع به الحكومة إلي البرلمان بتحريم ارتداء النقاب في الأماكن العامة في يوليو القادم غير دستوري, بعد التحذيرات التي أصدرها مجلس الدولة ـ أرفع مؤسسة قضائية ـ التي اكد فيها إمكانية الطعن علي القرار أمام المحاكم الفرنسية وأمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
لكن الأمر المؤكد, غالبية الشعب الفرنسي تساند حق الشرطة في أن تطلب من المنتقبات كشف وجوهن ورفع النقاب للتأكد من هوياتهن وإلا تعرضت المنتقبة لحجز4 ساعات للتعرف علي هويتها مع إلزامها بدفع الغرامة, وبرغم عدم حماس نسبة كبيرة من الفرنسيين للحظر الشامل للنقاب بسلطة القانون, يؤكد الرئيس ساركوزي أن الحظر أمر ضروري دفاعا عن قيم الحياة الغربية, وعن العلمانية وحقوق المرأة, لأن إخفاء الوجه بالكامل يناقض حقوق المواطنة التي تلزم جميع المواطنين أن يتعاملوا مع بعضهم البعض حاسري الوجه إثباتا لهوياتهم.
والواضح أن مشروع ساركوزي جزء من رؤية أوربية جديدة يتوافق عليها الفرنسيون والسويسريون والبلجيكيون والألمان, تصر علي خطة محددة تستهدف حصار اي رمز يتعلق بالدين الإسلامي في أوربا التي يتواجد فيها الآن أكثر من11 مليون مسلم. سواء كان مأذنة جامع أو حجابا أو نقابا رغم أن النقاب لايشكل جزءا ملزما من عقيدة المسلمة, ولا ضمانا مؤكدا علي صحيح إسلامها.
الاهرام الأربعاء 12 من جمادى الاخرة 1431 هـ 26 مايو 2010 السنة 134 العدد 45096
بعد أن وقع عدد من الاشتباكات بالأيدي في بعض أحياء باريس بين مسلمات فرنسيات منتقبات ونساء فرنسيات حاسرات, كما تعرض عشرات المساجد لعدد من الانتهاكات الصغيرة؟! وإلي أي حد سوف يؤدي إصرار الرئيس الفرنسي إلي تعقيد مقابل يزيد عدد المنتقبات, ويمكنهن من تنظيم حركات احتجاج علي قرارات الحكومة الفرنسية, التي يساندها60 في المائة فقط من الرأي العام الفرنسي ويخاصمها معظم قوي اليسار, خاصة أن هناك شبهات قوية في أن يكون مشروع القانون الذي سوف تدفع به الحكومة إلي البرلمان بتحريم ارتداء النقاب في الأماكن العامة في يوليو القادم غير دستوري, بعد التحذيرات التي أصدرها مجلس الدولة ـ أرفع مؤسسة قضائية ـ التي اكد فيها إمكانية الطعن علي القرار أمام المحاكم الفرنسية وأمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
لكن الأمر المؤكد, غالبية الشعب الفرنسي تساند حق الشرطة في أن تطلب من المنتقبات كشف وجوهن ورفع النقاب للتأكد من هوياتهن وإلا تعرضت المنتقبة لحجز4 ساعات للتعرف علي هويتها مع إلزامها بدفع الغرامة, وبرغم عدم حماس نسبة كبيرة من الفرنسيين للحظر الشامل للنقاب بسلطة القانون, يؤكد الرئيس ساركوزي أن الحظر أمر ضروري دفاعا عن قيم الحياة الغربية, وعن العلمانية وحقوق المرأة, لأن إخفاء الوجه بالكامل يناقض حقوق المواطنة التي تلزم جميع المواطنين أن يتعاملوا مع بعضهم البعض حاسري الوجه إثباتا لهوياتهم.
والواضح أن مشروع ساركوزي جزء من رؤية أوربية جديدة يتوافق عليها الفرنسيون والسويسريون والبلجيكيون والألمان, تصر علي خطة محددة تستهدف حصار اي رمز يتعلق بالدين الإسلامي في أوربا التي يتواجد فيها الآن أكثر من11 مليون مسلم. سواء كان مأذنة جامع أو حجابا أو نقابا رغم أن النقاب لايشكل جزءا ملزما من عقيدة المسلمة, ولا ضمانا مؤكدا علي صحيح إسلامها.
الاهرام الأربعاء 12 من جمادى الاخرة 1431 هـ 26 مايو 2010 السنة 134 العدد 45096
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى