حيل تكتيكية صغيرة

لم تمض ساعات علي توقيع الدول الاعضاء في معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وبينها الولايات المتحدة وايران لوثيقة مؤتمر المراجعة بعد مفاوضات شاقة استمرت شهرا التي تطالب اسرائيل بالتوقيع علي معاهدة الحظر واخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي‏,‏ وتطلب من سكرتير عام الامم المتحدة والدول الخمس الكبري الدعوة الي عقد مؤتمر اقليمي عام‏2012‏ لنزع اسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الاوسط‏,‏ حتي خرج المتحدث الرسمي باسم اسرائيل يعلن رفض اسرائيل لقرار مؤتمر المراجعة لانه يتجاهل حقائق الشرق الاوسط‏,‏ ويتهم اس
ولا يقلل ذلك من قيمة النجاح الذي حققته مصر ودول عدم الانحياز وبينها المجموعة العربية‏,‏ عندما رفضت الضغوط المباشرة وغير المباشرة لواشنطن‏.‏ واصرت علي ان تشمل وثيقة المؤتمر موافقة اجماعية علي اخضاع منشآت اسرائيل النووية لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة‏,‏ واتخاذ خطوة تنفيذية محددة في مشروع اخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل الذي لم يتحرك خطوة واحدة الي الامام منذ اقره مؤتمر المراجعة عام‏1995‏ قبل خمسة عشر عاما‏,‏ ولولا موافقة واشنطن مضطرة علي هذين المطلبين اللذين اكدا عزلة اسرائيل ورفض المجتمع الدولي تفردها بامتلاك السلاح النووي‏,‏لفشل مؤتمر المراجعة الاخير كما فشل مؤتمر عام‏2005,‏ لكن المثير للجدل بالفعل ان تضع واشنطن توقيعها علي قرار عقد مؤتمر اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل ثم لا تلبث ان تعلن بعد التوقيع علي لسان ايلين توشير نائب وزير الخارجية لشئون نزع السلاح النووي‏,‏ انها تشك في انعقاد المؤتمر‏,‏ او في امكانية ان يحقق شيئا من أهدافه‏,‏ لان الدول لن تأتي طواعية الي المؤتمر ان كانت في حالة حرب مع جيرانها‏!,‏ وان موافقة واشنطن علي وثيقة مؤتمر المراجعة لا تعني ان واشنطن غيرت شيئا من موقفها الاساسي الذي يؤكد ضرورة انجاز السلام الشامل قبل اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل‏,‏ وكأن الولايات المتحدة قصدت بتوقيعها خداع مجموعة دول عدم الانحياز والدول العربية لانها لن تلتزم بمطالب هذا التوقيع وهو نوع من النفاق الرخيص وحيلة تكتيكية صغيرة كان ينبغي ان تترفع عنها ادارة اوباما التي تكاد تفقد كل مصداقيتها‏.‏

الاهرام الأثنين 17 من جمادى الاخرة 1431 هـ 31 مايو 2010 السنة 134 العدد 45101