الحصار سوف يرفع‏!‏

لابد أن تعرف إسرائيل أن للقوة سقفا وحدودا‏,‏ وأنها مهما ملكت من أسباب القوة فإنها لن تستطيع أن تسحق حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية‏,‏
وأن القوة يمكن أن تصبح وبالا علي صاحبها تجلب عليه الكوارث وتوقعه في المحظور إذا أساء استخدامها‏,‏ وإذا كان قطاع غزة يعيش تحت حصار إسرائيل فإن إسرائيل تعيش تحت حالة حصار دولي معزولة عن عالمها‏..‏ وما من حل سوي أن ترفع اسرائيل حصارها عن قطاع غزة وتوقع إتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية وتقبل بضمانات دولية تحول دون وصول إمدادات السلاح إلي قطاع غزة‏.‏
هذا ما كتبه أموس عوز الروائي الإسرائيلي المعروف مستشعرا خطورة عزلة الموقف الإسرائيلي‏,‏ لكن غطرسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لاتزال تمنعه من أن يري حقيقة موقف اسرائيل في العالم أجمع بعد عملية القرصنة الأخيرة علي سفن الإغاثة التي تحمل أكبرها العلم التركي في المياه الدولية علي مسافة‏70‏ ميلا من الساحل‏.‏
وهو لايزال يصر علي استخدام القوة إذا ما تكررت محاولة سفن الإغاثة الوصول إلي سواحل غزة‏,‏ في الوقت الذي تغادر فيه سفينة جديدة تبحر من ايطاليا إلي ساحل غزة تحمل شحنة معونات كما تقل عددا من النشطاء السياسيين بينهم أحد كبار الحاصلين علي جائزة نوبل‏,‏ وفي الأغلب لن يستطيع نيتانياهو تكرار ما حدث لأنه سوف يزيد الموقف الإسرائيلي سوءا وسوف يضع الموقف الأمريكي في أزمة حقيقية‏,‏ ليس فقط لأن ما تفعله إسرائيل يعيق إمكانية حصول الولايات المتحدة علي مساندة دولية واسعة لعقاب إيران أمام مجلس الأمن‏,‏ وتكاد تفشل فرص استئناف التفاوض غير المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين‏,‏ ولكن لأن واشنطن سوف تجد نفسها هي الأخري في عزلة كاملة بينما العالم أجمع يطالب برفع الحصار عن قطاع غزة‏,‏ خاصة بعد أن ثبت فشله في تطويع حماس وإنحصرت كل نتائجه في زيادة تعاطف العالم مع الشعب الفلسطيني‏,‏ فضلا عن الحرج البالغ للسياسة الأمريكية وهي تجد نفسها وسط عاصفة الصراع بين اسرائيل وتركيا عاجزة عن إرضاء أي من الطرفين‏.‏
والواضح من تطورات الموقف أن غزة سوف تظل مقصد عدد متتابع من سفن الإغاثة تستهدف إلزام المجتمع الدولي برفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع وهي مهمة تساندها كل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بإستثناء واشنطن التي لن تجد في النهاية بدا من الموافقة علي رفع الحصار‏.

الأهرام الأحد 23من جمادى الاخرة 1431 هــ 6 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45107