العثمانيون الجدد!
صفحة 1 من اصل 1
العثمانيون الجدد!
يمكن للبعض أن يتشكك في مقاصد السياسات التركية الجديدة التي تسعي كي تملأ كل مساحة فراغ تراها علي مسرح الشرق الأوسط,
وتحاول أن تكون قوة إقليمية فاعلة في المجال الدولي, وتوسع من نطاق مصالحها الاقتصادية مع جيرانها في ظل رؤية جديدة تستهدف إنهاء خلافاتها مع الجميع, تستثمر جهدها الإقليمي والدولي لصالح منفعة الأتراك... وجميع ذلك يمثل أهدافا صحيحة ومشروعة تنشدها كل دولة تعي حقيقة دورها وتحاول أن توظف إمكاناتها لخدمة مصالحها الوطنية... فلماذا يحاول البعض تسميم مناخ العلاقات المصرية التركية ويصور كل خطوة تركية تساند الحق الفلسطيني وكأنها تأتي خصما من حساب مصر, محذرا من عودة العثمانيين الجدد الذين يريدون ابتلاع الدور المصري!
وأظن أن ذلك مجرد تبسيط ساذج لحقيقة دوافع الدور التركي الذي يسعي حزب العدالة والتنمية الحاكم إلي تصحيح توازناته, بما يمكن تركيا من أن تقوم بوظيفتها الجغرافية والتاريخية جسرا للتواصل بين الشرق والغرب يفيد المصالح التركية, ويوطد علاقات الأمن الأوروبي بأمن الشرق الأوسط, ويعزز سلام المنطقة واستقرارها, خاصة أن هذا الدور يستجيب لنداء داخلي قوي تمليه غلبة الاتجاه المحافظ علي جمهرة الشعب التركي, الذي لا يزال رغم جهود مصطفي أتاتورك في فرض العلمانية علي الدولة التركية يعتز بكونه جزءا من الإسلام, ويرغب في إحداث قدر من التوازن والتوافق بين هويته الإسلامية وتطلعه لأن يكون جزءا من الاتحاد الأوروبي ويتحمس لتصحيح علاقاته مع إسرائيل.
ولا أعتقد أنه كان في وسع أي حكومة تركية أن تنجح في تصحيح هذه المعادلة وإحداث هذه التوازنات الجديدة, ما لم تكن قد حققت في الداخل نجاحا اقتصاديا ضخما حصد ثماره كل الأتراك, وجعل تركيا ضمن قائمة الدول الصناعية العشرين الأول في العالم, ومكن حكومة أردوغان من أن تقلص سلطة العسكر علي حركة الداخل, وهيأ الرأي العام التركي لقبول سياسات حكومته الجديدة وإظهار حماسه لها... وما من شك في أن هذا التوجه يمثل إضافة قوة لمصر والعرب, لأنه لا يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل, ولأن العلاقات التركية الإسرائيلية لن تعود أبدا إلي ما كانت عليه.
الأهرام الأربعاء 26 من جمادى الاخرة 1431 هــ 9 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45110
وتحاول أن تكون قوة إقليمية فاعلة في المجال الدولي, وتوسع من نطاق مصالحها الاقتصادية مع جيرانها في ظل رؤية جديدة تستهدف إنهاء خلافاتها مع الجميع, تستثمر جهدها الإقليمي والدولي لصالح منفعة الأتراك... وجميع ذلك يمثل أهدافا صحيحة ومشروعة تنشدها كل دولة تعي حقيقة دورها وتحاول أن توظف إمكاناتها لخدمة مصالحها الوطنية... فلماذا يحاول البعض تسميم مناخ العلاقات المصرية التركية ويصور كل خطوة تركية تساند الحق الفلسطيني وكأنها تأتي خصما من حساب مصر, محذرا من عودة العثمانيين الجدد الذين يريدون ابتلاع الدور المصري!
وأظن أن ذلك مجرد تبسيط ساذج لحقيقة دوافع الدور التركي الذي يسعي حزب العدالة والتنمية الحاكم إلي تصحيح توازناته, بما يمكن تركيا من أن تقوم بوظيفتها الجغرافية والتاريخية جسرا للتواصل بين الشرق والغرب يفيد المصالح التركية, ويوطد علاقات الأمن الأوروبي بأمن الشرق الأوسط, ويعزز سلام المنطقة واستقرارها, خاصة أن هذا الدور يستجيب لنداء داخلي قوي تمليه غلبة الاتجاه المحافظ علي جمهرة الشعب التركي, الذي لا يزال رغم جهود مصطفي أتاتورك في فرض العلمانية علي الدولة التركية يعتز بكونه جزءا من الإسلام, ويرغب في إحداث قدر من التوازن والتوافق بين هويته الإسلامية وتطلعه لأن يكون جزءا من الاتحاد الأوروبي ويتحمس لتصحيح علاقاته مع إسرائيل.
ولا أعتقد أنه كان في وسع أي حكومة تركية أن تنجح في تصحيح هذه المعادلة وإحداث هذه التوازنات الجديدة, ما لم تكن قد حققت في الداخل نجاحا اقتصاديا ضخما حصد ثماره كل الأتراك, وجعل تركيا ضمن قائمة الدول الصناعية العشرين الأول في العالم, ومكن حكومة أردوغان من أن تقلص سلطة العسكر علي حركة الداخل, وهيأ الرأي العام التركي لقبول سياسات حكومته الجديدة وإظهار حماسه لها... وما من شك في أن هذا التوجه يمثل إضافة قوة لمصر والعرب, لأنه لا يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل, ولأن العلاقات التركية الإسرائيلية لن تعود أبدا إلي ما كانت عليه.
الأهرام الأربعاء 26 من جمادى الاخرة 1431 هــ 9 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45110
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى