إنجازحضاري ضخم

بعد‏26‏ شهرا‏,‏ لا أكثر‏,‏ سوف يكون لمصر متحفها الوطني الكبير الذي يبدأ تشييد المرحلة الأخيرة منه مع بداية العام المقبل‏,‏
علي مساحة‏117‏ فدانا ليصبح أكبر صرح ثقافي في العالم أجمع‏,‏ يتصل امتداده المعماري عبر الأفق بهضبة الاهرام ليشكلان معا لوحة معمارية خالدة تضم في عمقها الأخير الأهرامات الثلاثة‏.‏
هذا ما وعد به وزير الثقافة فاروق حسني السيدة سوزان مبارك أمس الأول في افتتاح المرحلة الثانية من المتحف التي تضم جزءا من بنيته ومرافقه ومخازنه الأساسية‏,‏ تحوي عددا من معامل الترميم الضخمة المجهزة بأحدث أساليب التكنولوجيا‏,‏ يعمل عليها شباب وشابات مصريون يعيدون بدقة فائقة تأهيل اكثر من مائة ألف قطعة أثرية‏,‏ سوف يضمها المتحف الكبير في البهو الضخم الرئيسي وقاعاته الجانبية الفسيحة‏,‏ وعلي جوانب الدرج الأعظم الذي يصعد الطوابق الأربعة تعرض علي درجاته القطع الفريدة لآثار مصر‏,‏ ابتداء من عصور ما قبل التاريخ مرورا بالعصور الفرعونية إلي مرحلة الحضارة اليونانية الرومانية التي امتزجت فيها الثقافة المصرية القديمة بثقافات البحر الأبيض‏,‏ في تسلسل يعكس قصة الحضارة المصرية الخالدة‏.‏
سوف يتكلف المتحف ومرافقه وملحقاته‏,‏ التي تحوي صالات عروض ومراسم ومحاضرات وأسواقا تجارية ومناطق فنادق سياحية وفضاء متحفا واسعا تمتزج فيه أشجار النخيل بعروض المتحف الخارجية في تناغم رائع يصل إلي عمق هضبة الأهرام ما يربو علي‏600‏ مليون دولار‏,‏ نصفها قرض ميسر من اليابان علي أجل طويل بفائدة جد محدودة‏,‏ ونصفها الآخر من تمويل رسوم دخول المتاحف المصرية وعروض الآثار في الخارج‏,‏ إلي جانب الجهد الضخم الذي بذلته السيدة الأولي لجمع تبرعات ضخمة جاوزت مائة مليون دولار تشكل جزءا مهما من عملية التمويل‏.‏
ولأن التقديرات تقول إن زوار المتحف سوف يتجاوزون ثمانية ملايين سائح تؤكد دراسات الجدوي أن المشروع الحضاري الضخم سوف يغطي تكاليفه في غضون فترة زمنية قصيرة‏,‏ ليصبح درة صروح مصر الثقافية التي تضم مكتبة الإسكندرية ومتحف الحضارة المصرية ودار الأوبرا الجديدة ومعرض النوبة في منظومة عمل ضخم يرفع مكانة مصر الثقافية إلي ذرا الدولة العظمي‏.‏

الاهرام الأربعاء 4من رجب 1431 هــ 16 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45117