مفاجأة تركية
صفحة 1 من اصل 1
مفاجأة تركية
المفاجأة الاقتصادية التي أدهشت العالم أجمع هذا الأسبوع, ارتفاع معدل النمو الاقتصادي لتركيا في الربع الأول من عام2010 إلي11.5 في المائة,
لتصبح تركيا الدولة الثانية بعد الصين التي تحقق هذا الإنجاز الاقتصادي الضخم, بينما تعاني معظم الدول الأوروبية من تضخم حجم الديون وزيادة نسبة البطالة وارتفاع معدل العجز في الموازنة, وهبوط معدلات النمو إلي ما دون واحد في المائة, الأمر الذي ألزمها اتخاذ إجرءات تقشفية طالت دخول الأفراد وقللت حجم الإنفاق الاجتماعي... ويعني نجاح تركيا في تحقيق هذا المعدل المرتفع للنمو الاقتصادي, تأكيد قدرتها علي أن تبقي دولة قوية اعتمادا علي ذاتها واستناد سياساتها الوطنية والاقليمية إلي قاعدة اقتصادية قوية تعزز قرارها السياسي وتزيد من وزنها الدولي, خاصة إن كانت ثمار التنمية تصل إلي جميع فئات المجتمع لتزيد من تماسك وقوة النسيج الوطني التركي.
وما يدهش في التجربة التركية أن هذا التحول الضخم حدث في غضون عشرة أعوام لا أكثر, قبلها كان عجز الموازنة التركية يصل إلي حدود16 في المائة من حجم الناتج المحلي, وكانت نسبة التضخم قد ارتفعت إلي حدود72 في المائة, لكن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رجب طيب أردوغان تمكن عبر سياسات رشيدة, قلمت أظافر الفساد وزاوجت بين النمو الاقتصادي وعدالة التوزيع, من تحقيق هذا الانجاز الاقتصادي الضخم الذي هبط بنسبة العجز إلي حدود3 في المائة, وقلص التضخم إلي حدود8 في المائة, ووسع من قاعدة المستفيدين من ثمار التنمية بما يمكن حزب العدالة من أن يصبح القوة السياسية النافذة في البلاد تسانده غالبية المجتمع التركي.
ويقف وراء النجاح التركي رجال أعمال حقيقيون, لم يشغلوا أنفسهم بوظائف الحكومة, ولم يتوقف دورهم علي التجارة والاستيراد, لكنهم نجحوا في تحويل مؤسساتهم الإنتاجية إلي مؤسسات عالمية قادرة علي المنافسة, وحققوا جودة عالية في الانتاج رفعت معدلات التصدير علي نحو متصل إلي حدود15 في المائة سنويا, ومدوا نشاطهم الاقتصادي إلي الدوائر الجغرافية الأكثر قربا في السعودية والخليج وإيران وروسيا والجمهوريات الاسلامية التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي, وجعلوا من قوة الاقتصاد التركي عامل فخار وطني وطريقا صحيحا لبناء الدولة القوية.
الاهرام الخميس 15 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45146
لتصبح تركيا الدولة الثانية بعد الصين التي تحقق هذا الإنجاز الاقتصادي الضخم, بينما تعاني معظم الدول الأوروبية من تضخم حجم الديون وزيادة نسبة البطالة وارتفاع معدل العجز في الموازنة, وهبوط معدلات النمو إلي ما دون واحد في المائة, الأمر الذي ألزمها اتخاذ إجرءات تقشفية طالت دخول الأفراد وقللت حجم الإنفاق الاجتماعي... ويعني نجاح تركيا في تحقيق هذا المعدل المرتفع للنمو الاقتصادي, تأكيد قدرتها علي أن تبقي دولة قوية اعتمادا علي ذاتها واستناد سياساتها الوطنية والاقليمية إلي قاعدة اقتصادية قوية تعزز قرارها السياسي وتزيد من وزنها الدولي, خاصة إن كانت ثمار التنمية تصل إلي جميع فئات المجتمع لتزيد من تماسك وقوة النسيج الوطني التركي.
وما يدهش في التجربة التركية أن هذا التحول الضخم حدث في غضون عشرة أعوام لا أكثر, قبلها كان عجز الموازنة التركية يصل إلي حدود16 في المائة من حجم الناتج المحلي, وكانت نسبة التضخم قد ارتفعت إلي حدود72 في المائة, لكن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رجب طيب أردوغان تمكن عبر سياسات رشيدة, قلمت أظافر الفساد وزاوجت بين النمو الاقتصادي وعدالة التوزيع, من تحقيق هذا الانجاز الاقتصادي الضخم الذي هبط بنسبة العجز إلي حدود3 في المائة, وقلص التضخم إلي حدود8 في المائة, ووسع من قاعدة المستفيدين من ثمار التنمية بما يمكن حزب العدالة من أن يصبح القوة السياسية النافذة في البلاد تسانده غالبية المجتمع التركي.
ويقف وراء النجاح التركي رجال أعمال حقيقيون, لم يشغلوا أنفسهم بوظائف الحكومة, ولم يتوقف دورهم علي التجارة والاستيراد, لكنهم نجحوا في تحويل مؤسساتهم الإنتاجية إلي مؤسسات عالمية قادرة علي المنافسة, وحققوا جودة عالية في الانتاج رفعت معدلات التصدير علي نحو متصل إلي حدود15 في المائة سنويا, ومدوا نشاطهم الاقتصادي إلي الدوائر الجغرافية الأكثر قربا في السعودية والخليج وإيران وروسيا والجمهوريات الاسلامية التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي, وجعلوا من قوة الاقتصاد التركي عامل فخار وطني وطريقا صحيحا لبناء الدولة القوية.
الاهرام الخميس 15 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45146
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى