من المسئول؟!
صفحة 1 من اصل 1
من المسئول؟!
لا أعتقد أن انفصال جنوب السودان عن شماله يمكن أن يكون حدثا يقع ويمضي لحاله,
دون أن يسأل السودانيون أنفسهم في يوم قريب, لماذا وقع الانفصال؟, ولماذا تحمس له الجميع في الشمال وفي الجنوب؟, ومن المسئول عن المؤامرة, الكنيسة والغرب اللذان زرعا بذور الانفصال في الجنوب.. أم الإسلاميون الجدد الذين تزعمهم حسن الترابي, عندما اعتبر الحرب في الجنوب حربا مقدسة ضد أعداء الإسلام الذين يرفضون تطبيق الشريعة ولايحسمها سوي السيف وليس خلافا بين أشقاء في وطن واحد, يمكن أن يجد حله في إطار ديمقراطي يحفظ للسودان تنوعه ويحفظ للجميع حقوقا متساوية في المواطنة تنهي تهميش أوضاع الجنوبيين.
ولا أظن أن سياسيا واحدا في السودان, سواء كان في الجنوب أو في الشمال, في الحكم أو في المعارضة, يمكن أن يغسل يديه من حدث الانفصال, لأن الجميع خاصة في الشمال تسابقوا علي اقرار حق تقرير المصير, بدلا من أن يحاسبوا أنفسهم علي سياسات خاطئة تستحق المراجعة, همشت حقوق الجنوبيين كما همشت حقوق مناطق أخري في السودان, رفعت السلاح في وجه السلطة المركزية في الخرطوم؟
لكن الإسلاميين يتحملون الوزر التاريخي الأكبر لحدث الانفصال, لأنهم أحالوا الحرب بين الشمال والجنوب الي حرب دينية بين الكفر والإيمان, لامكان فيها لمصالحة وطنية تجمع الطرفين علي حل وسط, حلها الوحيد في انفصال الجنوب عن الشمال, برغم أن الطرفين سوف يدفعان ثمنا باهظا, لأن شمال السودان العربي منفصلا عن جنوبه الزنجي يفقد كثيرا من جذوره الافريقية, ولأن جنوب السودان منفصلا عن شماله يمكن أن تفتته النزعات العرقية والصراعات القبلية!
والمؤسف ان الإسلاميين يفعلون الشيء نفسه, وان يكن بصورة أخري في قطاع غزة, يكفرون محمود عباس ويتهمونه ليل نهار بالتواطؤ مع الإسرائيليين ليبرروا الإبقاء علي الوضع الانفصالي في قطاع غزة, الذي تري فيه إسرائيل غاية المراد, لأنه يقسم الشعب الفلسطيني وينسف فكرة الدولة الفلسطينية من أساسها, ويقيم في غزة كيانا مصطنعا غير قابل للاستمرار يورط نفسه في صدام حتمي مع مصر, خاصة ان استمر علي سياساته المناوئة التي تهدد أمن مصر القومي.
الاهرام الأربعاء 21 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45152
دون أن يسأل السودانيون أنفسهم في يوم قريب, لماذا وقع الانفصال؟, ولماذا تحمس له الجميع في الشمال وفي الجنوب؟, ومن المسئول عن المؤامرة, الكنيسة والغرب اللذان زرعا بذور الانفصال في الجنوب.. أم الإسلاميون الجدد الذين تزعمهم حسن الترابي, عندما اعتبر الحرب في الجنوب حربا مقدسة ضد أعداء الإسلام الذين يرفضون تطبيق الشريعة ولايحسمها سوي السيف وليس خلافا بين أشقاء في وطن واحد, يمكن أن يجد حله في إطار ديمقراطي يحفظ للسودان تنوعه ويحفظ للجميع حقوقا متساوية في المواطنة تنهي تهميش أوضاع الجنوبيين.
ولا أظن أن سياسيا واحدا في السودان, سواء كان في الجنوب أو في الشمال, في الحكم أو في المعارضة, يمكن أن يغسل يديه من حدث الانفصال, لأن الجميع خاصة في الشمال تسابقوا علي اقرار حق تقرير المصير, بدلا من أن يحاسبوا أنفسهم علي سياسات خاطئة تستحق المراجعة, همشت حقوق الجنوبيين كما همشت حقوق مناطق أخري في السودان, رفعت السلاح في وجه السلطة المركزية في الخرطوم؟
لكن الإسلاميين يتحملون الوزر التاريخي الأكبر لحدث الانفصال, لأنهم أحالوا الحرب بين الشمال والجنوب الي حرب دينية بين الكفر والإيمان, لامكان فيها لمصالحة وطنية تجمع الطرفين علي حل وسط, حلها الوحيد في انفصال الجنوب عن الشمال, برغم أن الطرفين سوف يدفعان ثمنا باهظا, لأن شمال السودان العربي منفصلا عن جنوبه الزنجي يفقد كثيرا من جذوره الافريقية, ولأن جنوب السودان منفصلا عن شماله يمكن أن تفتته النزعات العرقية والصراعات القبلية!
والمؤسف ان الإسلاميين يفعلون الشيء نفسه, وان يكن بصورة أخري في قطاع غزة, يكفرون محمود عباس ويتهمونه ليل نهار بالتواطؤ مع الإسرائيليين ليبرروا الإبقاء علي الوضع الانفصالي في قطاع غزة, الذي تري فيه إسرائيل غاية المراد, لأنه يقسم الشعب الفلسطيني وينسف فكرة الدولة الفلسطينية من أساسها, ويقيم في غزة كيانا مصطنعا غير قابل للاستمرار يورط نفسه في صدام حتمي مع مصر, خاصة ان استمر علي سياساته المناوئة التي تهدد أمن مصر القومي.
الاهرام الأربعاء 21 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45152
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى