اليمن في خطر!
صفحة 1 من اصل 1
اليمن في خطر!
أغلق عدد من السفارات الأجنبية أبوابه في صنعاء, من بينها السفارتان الأمريكية والبريطانية, كما اتخذت باقي السفارات الغربية إجراءات أمن احترازية تكاد تقرب من الإغلاق تحسبا لعمليات انتحارية تستهدفها, جاوزت مرحلة التخطيط والتدبير إلي الفعل.
وتطارد القوات اليمنية فلولا من تنظيم القاعدة في منطقة أرحب الجبلية علي مسافة60 كيلومترا من صنعاء تحمل أوامر بالهجوم علي السفارة الأمريكية, التي تشكل هدفا مستمرا لعمليات انتحارية عديدة, جري آخرها عام2006, حيث سقط في الهجوم أكثر من19 قتيلا معظمهم من الحراس اليمنيين علي أبواب السفارة.. ويبدو من مجريات الأحداث اليومية ان المعركة مع القاعدة تتصاعد يوما وراء يوم خصوصا بعد نجاح الطائرات اليمنية في قصف اجتماع لعدد من قادة القاعدة في منطقة شبوة أسفر عن سقوط30 قتيلا.
وكما يحتاج اليمن إلي إغلاق جبهة قتاله في الشمال مع الحوثيين وتحقيق مصالحة وطنية جادة مع الجنوبيين تقضي علي نوازع الانفصال المتزايدة هناك كي يتفرغ لمواجهة خطر القاعدة, يحتاج اليمن أيضا الي عود أشقائه العرب وهو يخوض هذه المواجهة الصعبة, لأن سيطرة تنظيم القاعدة علي اليمن يعني إفشال دولته المركزية وتمزيق أواصره وأرضه كما حدث في الصومال, كما يعني تهديدا مباشرا لأمن البحر الأحمر في منطقة باب المندب, وإذا تمكنت القاعدة من أن تحول اليمن إلي ملاذ آمن وقاعدة لعملياتها فأغلب الظن أن منطقة القرن الإفريقي سوف تصبح مرتعا مفتوحا لعملياتها, وسوف تتسع بقعة الإرهاب لتشمل الشرق الأوسط والخليج بما يجعل تصفيتها أمرا صعب التحقيق.
ولست أعرف علي وجه التحديد ما الذي يعطل الجامعة العربية وتجمع الدول الخليجية عن دعوة الدول العربية المعنية, وأغلبها يدخل تحت هذا التوصيف, إلي اجتماع عاجل لمساندة اليمن في معركته الطويلة والصعبة ضد الإرهاب, لأن القضاء علي الإرهاب في اليمن لن يتحقق فقط بالعمل العسكري وحده, ولكنه يحتاج إلي مساعدة اليمنيين علي تبني برنامج واسع للمصالحة الوطنية يمد سلطة الدولة المركزية خارج صنعاء, يقترن به جهود جادة لتنمية المناطق القبلية الأكثر فقرا التي يجد فيها تنظيم القاعدة تعاطفا متزايدا, وما لم يهزم العرب عوامل النحر والتعرية التي تفكك أواصرهم وتنخر إرادتهم ويستنقذون اليمن بعمل جاد يتعاونون عليه فسوف تكون النتائج وبالا علي الجميع.
الاهرام الأربعاء 20 من محرم 1431 هــ 6 يناير 2010 السنة 135 العدد 44956
وتطارد القوات اليمنية فلولا من تنظيم القاعدة في منطقة أرحب الجبلية علي مسافة60 كيلومترا من صنعاء تحمل أوامر بالهجوم علي السفارة الأمريكية, التي تشكل هدفا مستمرا لعمليات انتحارية عديدة, جري آخرها عام2006, حيث سقط في الهجوم أكثر من19 قتيلا معظمهم من الحراس اليمنيين علي أبواب السفارة.. ويبدو من مجريات الأحداث اليومية ان المعركة مع القاعدة تتصاعد يوما وراء يوم خصوصا بعد نجاح الطائرات اليمنية في قصف اجتماع لعدد من قادة القاعدة في منطقة شبوة أسفر عن سقوط30 قتيلا.
وكما يحتاج اليمن إلي إغلاق جبهة قتاله في الشمال مع الحوثيين وتحقيق مصالحة وطنية جادة مع الجنوبيين تقضي علي نوازع الانفصال المتزايدة هناك كي يتفرغ لمواجهة خطر القاعدة, يحتاج اليمن أيضا الي عود أشقائه العرب وهو يخوض هذه المواجهة الصعبة, لأن سيطرة تنظيم القاعدة علي اليمن يعني إفشال دولته المركزية وتمزيق أواصره وأرضه كما حدث في الصومال, كما يعني تهديدا مباشرا لأمن البحر الأحمر في منطقة باب المندب, وإذا تمكنت القاعدة من أن تحول اليمن إلي ملاذ آمن وقاعدة لعملياتها فأغلب الظن أن منطقة القرن الإفريقي سوف تصبح مرتعا مفتوحا لعملياتها, وسوف تتسع بقعة الإرهاب لتشمل الشرق الأوسط والخليج بما يجعل تصفيتها أمرا صعب التحقيق.
ولست أعرف علي وجه التحديد ما الذي يعطل الجامعة العربية وتجمع الدول الخليجية عن دعوة الدول العربية المعنية, وأغلبها يدخل تحت هذا التوصيف, إلي اجتماع عاجل لمساندة اليمن في معركته الطويلة والصعبة ضد الإرهاب, لأن القضاء علي الإرهاب في اليمن لن يتحقق فقط بالعمل العسكري وحده, ولكنه يحتاج إلي مساعدة اليمنيين علي تبني برنامج واسع للمصالحة الوطنية يمد سلطة الدولة المركزية خارج صنعاء, يقترن به جهود جادة لتنمية المناطق القبلية الأكثر فقرا التي يجد فيها تنظيم القاعدة تعاطفا متزايدا, وما لم يهزم العرب عوامل النحر والتعرية التي تفكك أواصرهم وتنخر إرادتهم ويستنقذون اليمن بعمل جاد يتعاونون عليه فسوف تكون النتائج وبالا علي الجميع.
الاهرام الأربعاء 20 من محرم 1431 هــ 6 يناير 2010 السنة 135 العدد 44956
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى