مشروع عمراني ضخم

ثمة إجماع علي أن تنفيذ مشروعات الصرف الصحي فيما يقرب من‏1500‏ قرية مصرية ابتداء من أول العام المالي الجديد‏,‏ التي تتكلف عشرة مليارات جنيه‏,‏ وافق مجلس الشعب علي اعتماداتها الإضافية‏,‏ سوف يغير وجه الحياة في الريف المصري‏,‏ ويخلص نصف قري مصر من مشكلات صحية وعمرانية وحضارية ضخمة‏,‏ أهدرت جودة الحياة في هذه القري‏,‏
وتسببت في خلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في المناطق المنخفضة من الريف‏,‏ وأدت إلي شيوع أمراض الفشل الكلوي والكبد بمعدلات عالية‏,‏ أثرت علي الصحة العامة وتسببت في إهدار القدرة الإنتاجية لعدد ضخم من المواطنين‏,‏ فضلا عن أثرها العمراني المدمر لأن معظم الدور في قري مصر تعوم فوق برك من مياه الصرف الصحي التي ارتفع مستواها إلي حد ضرب أساسات الدور وأكل جدرانها بما زاد من بؤس الحياة في هذه المناطق التي أصبحت مرتعا لأوبئة وأمراض عديدة‏.‏
وفي زيارة طارئة لمدينة شبين الكوم قال لي المحافظ اللواء مهندس سامي عمارة‏,‏ الذي عمل فترة من حياته في تخطيط وتجديد البنية الأساسية لمشروعات الصرف الصحي في مصر‏,‏ إنه يعتقد أن هذا المشروع المهم سوف يحدث نقلة حضارية في الريف المصري تغير وجه الحياة في قري مصر وتضعها علي مشارف مرحلة جديدة‏,‏ خاصة في محافظات الدلتا التي يعاني معظمها هذه المشكلة الصعبة بسبب وصول مياه الشرب إلي معظم القري دون أن يواكب هذا التطور إنشاء مشروعات الصرف الصحي للتخلص من فاقد المياه الذي رفع مستويات المياه في معظم القري‏,‏ وأفسد الدور كما أفسد الزراعة وكان له أثره الوبيل علي الصحة العامة‏.‏
وطبقا لتقديرات المحافظ‏,‏ فإن نصيب المنوفية من هذا المشروع الضخم سوف يربو علي ملياري جنيه تنفق في إنشاء شبكات الصرف الصحي ومحطات التكرير التي تخدم مائتي قرية‏,‏ وتعيد تنقية المياه وتدويرها وصرفها في المصارف الزراعية‏,‏ الأمر الذي يعني مزيدا من فرص العمل وزيادة في حجم أعمال شركات المقاولات الصغيرة وانتعاشا غير مسبوق في حياة الريف إلي حد يجعلنا نؤكد أن هذا المشروع الضخم سوف يكون أهم المشروعات المدنية الكبري وأكثرها تأثيرا علي حياة الريف المصري الذي يستوعب ما يزيد علي‏60%‏ من حجم سكان مصر‏.‏

الاهرام الأثنين 10 من صفر 1431 هــ 25 يناير 2010 السنة 135 العدد 44975