هيلاري تراوغ!
صفحة 1 من اصل 1
هيلاري تراوغ!
في لهجة اعتذار لا تخلو من الخداع والمراوغة, طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في خطاب مطول ألقته أمس الأول في قطر من العالمين العربي والإسلامي المزيد من الصبر علي عجز السياسة الأمريكية الراهنة
عن الوفاء بالوعود التي أطلقها الرئيس أوباما في خطابه أمام جامعة القاهرة, مطالبة بالإبقاء علي هذا الأمل حيا في النفوس, برغم الشكوك المتزايدة في جدوي السياسات الأمريكية التي خيبت آمال الجميع بعجزها عن اتخاذ موقف حاسم إزاء استمرار عملية بناء المستوطنات في الضفة وحول القدس الشرقية أو تحقيق أي تقدم حقيقي في عملية السلام.
ومع أن كلينتون عبرت في خطابها عن تفهمها لأسباب خيبة الأمل في السياسات الأمريكية وعجزها عن تحويل الآمال التي أطلقها خطاب أوباما إلي خطوات أمريكية محددة, لصعوبة أن تتحقق هذه الآمال بين عشية وضحاها ولأن الأمر يتطلب المزيد من الصبر والجهد, لكن روح المراوغة في خطاب كلينتون تجلت بوضوح في اصرارها علي أنه لا الولايات المتحدة ولا أية قوة أخري تستطيع أن تفرض حلا لأزمة الشرق الأوسط ما لم يتمكن الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي من تسوية خلافاتهما عبر التفاوض المباشر وهو الأمر الذي يبدو متعذرا في ظل رفض إسرائيل لمرجعيات التسوية, ثم جاء حديثها عن افتقاد العالم العربي لمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان ليعيد الأمور إلي سابق سيرتها الأولي كما كان الحال علي عهد الرئيس السابق بوش, وربما إلي وضع أكثر سوءا, تتنصل فيه الولايات المتحدة من الالتزام بمرجعيات السلام الشامل, وتقلص دورها المأمول إلي حدود مجرد مراقب, وتؤكد رفضها لممارسة أي ضغط علي اسرائيل وفاء للوعود التي قطعتها الإدارة الأمريكية علي نفسها.
المدهش أن هيلاري تأتي إلي المنطقة محملة بقائمة من المطالب الأمريكية التي تتعلق بصراعها مع ايران حول الملف النووي, تأمل أن تستجيب لها مصر والسعودية والامارات والكويت دون كبير اكتراث بمطالب العالمين العربي والاسلامي والمؤجلة إلي غير مسمي, فلايزال مطلوبا من العرب أن يقبلوا التفاوض مع استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات, وأن يقدموا في أولوياتهم السياسية والأمنية خلافهم مع ايران علي صراعهم مع اسرائيل, ولا يزال مطلوبا منهم الابقاء علي المبادرة العربية مركونة ومحنطة فوق الرف دون ممارسة أي ضغط علي اسرائيل يلزمها علي الأقل بتنفيذ البند الأول من خريطة الطريق برغم وفاء الفلسطينيين بأكثر من15 بندا هي حجم التزاماتهم في الخريطة.
الاهرام الأربعاء 3 من ربيع أول 1431 هـــ 17 فبراير 2010 السنة 135 العدد 44998
عن الوفاء بالوعود التي أطلقها الرئيس أوباما في خطابه أمام جامعة القاهرة, مطالبة بالإبقاء علي هذا الأمل حيا في النفوس, برغم الشكوك المتزايدة في جدوي السياسات الأمريكية التي خيبت آمال الجميع بعجزها عن اتخاذ موقف حاسم إزاء استمرار عملية بناء المستوطنات في الضفة وحول القدس الشرقية أو تحقيق أي تقدم حقيقي في عملية السلام.
ومع أن كلينتون عبرت في خطابها عن تفهمها لأسباب خيبة الأمل في السياسات الأمريكية وعجزها عن تحويل الآمال التي أطلقها خطاب أوباما إلي خطوات أمريكية محددة, لصعوبة أن تتحقق هذه الآمال بين عشية وضحاها ولأن الأمر يتطلب المزيد من الصبر والجهد, لكن روح المراوغة في خطاب كلينتون تجلت بوضوح في اصرارها علي أنه لا الولايات المتحدة ولا أية قوة أخري تستطيع أن تفرض حلا لأزمة الشرق الأوسط ما لم يتمكن الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي من تسوية خلافاتهما عبر التفاوض المباشر وهو الأمر الذي يبدو متعذرا في ظل رفض إسرائيل لمرجعيات التسوية, ثم جاء حديثها عن افتقاد العالم العربي لمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان ليعيد الأمور إلي سابق سيرتها الأولي كما كان الحال علي عهد الرئيس السابق بوش, وربما إلي وضع أكثر سوءا, تتنصل فيه الولايات المتحدة من الالتزام بمرجعيات السلام الشامل, وتقلص دورها المأمول إلي حدود مجرد مراقب, وتؤكد رفضها لممارسة أي ضغط علي اسرائيل وفاء للوعود التي قطعتها الإدارة الأمريكية علي نفسها.
المدهش أن هيلاري تأتي إلي المنطقة محملة بقائمة من المطالب الأمريكية التي تتعلق بصراعها مع ايران حول الملف النووي, تأمل أن تستجيب لها مصر والسعودية والامارات والكويت دون كبير اكتراث بمطالب العالمين العربي والاسلامي والمؤجلة إلي غير مسمي, فلايزال مطلوبا من العرب أن يقبلوا التفاوض مع استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات, وأن يقدموا في أولوياتهم السياسية والأمنية خلافهم مع ايران علي صراعهم مع اسرائيل, ولا يزال مطلوبا منهم الابقاء علي المبادرة العربية مركونة ومحنطة فوق الرف دون ممارسة أي ضغط علي اسرائيل يلزمها علي الأقل بتنفيذ البند الأول من خريطة الطريق برغم وفاء الفلسطينيين بأكثر من15 بندا هي حجم التزاماتهم في الخريطة.
الاهرام الأربعاء 3 من ربيع أول 1431 هـــ 17 فبراير 2010 السنة 135 العدد 44998
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى