مبارك وأوباما
صفحة 1 من اصل 1
مبارك وأوباما
اختار الرئيس مبارك الموقف الصحيح عندما قرر المشاركة في مؤتمر واشنطن الأخير, لأن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة والتسويف,
ولأن إخفاق الأطراف المعنية في إنجاز التسوية, هذه المرة, يعني ضياع فرصة ربما تكون الأخيرة, بديلها المؤكد عدم الاستقرار وانتشار العنف والفوضي, وأظن أن القاهرة لم تكن راغبة في أن تخذل الرئيس أوباما الذي يواجه حزبه الديمقراطي تحديات صعية, ثقة منها في صدق نياته ورغبته الأكيدة في تحقيق سلام الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفسطينية, لأن ذلك من وجهة نظره يحقق مصالح الولايات المتحدة.
وأظن أيضا أنه في غيبة مصر عن حصور المؤتمر ما كان يمكن لأي طرف آخر أن يضع النقاط واضحة فوق الخطوط الحمراء, يحذر في لغة قوية من استمرار الاستيطان والتلكؤ في إنهاء احتلال إسرائيل للأرض العربية والاحباط المتزايد من كثرة المماطلة والتسويف.. وعندما سألت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الوزير المصري أحمد أبو الغيط صبيحة انعقاد المؤتمر, ان كان يمكن أن تطلب من الرئيس مبارك تخفيف بعض العبارات التي ربما يتصور رئيس الوزراء الاسرائيلي أنها تمسه بشكل شخصي, جاء الرد قاطعا يرفض أي تغيير في الخطاب, لأن الرئيس يتحدث عن حقائق ولا يقصد مجرد الأشخاص إيمانا منه بضرورة المصارحة.
وكما كانت كلمة الرئيس مبارك في حفل إطلاق التفاوض المباشر واضحة وصريحة, كان الموقف المصري في المباحثات واضحا ومباشرا يركز علي أربع حقائق أساسية:
أولا: ضرورة تركيز المفاوضات المباشرة علي قضايا الحل النهائي, المستوطنات والحدود والقدس والمياه واللاجئين, لأن المطلوب تسوية نهائية تحدد طبيعة الدولة الفلسطينية وحدودها وعلاقاتها مع إسرائيل وليس تسوية مرحلية أو مؤقتة خاصة مع استحالة استمرار الوضع الراهن.
ثانيا: أهمية أن يكون الشريك الأمريكي حاضرا وفاعلا في المفاوضات المباشرة, قادرا علي التدخل في الوقت المناسب, عادلا في تقييمه لمواقف الطرفين لا يسمع من طرف دون الآخر, يقدر علي استخلاص مواقف الجانبين من خلال متابعته المستمرة للمباحثات.
ثالثا: خطورة أن تستأنف إسرائيل عملية بناء المستوطنات بعد26 سبتمبر الحالي, الموعد الذي حدده نيتانياهو لانهاء قرار التجميد, لأن ذلك سوف ينسف الموقف بأكمله, ومن المفيد أن تكون هناك جولة ثانية من المفاوضات المباشرة تعقد في شرم الشيخ في منتصف سبتمبر لتجاوز هذه المشكلة.
رابعا: أن الأمن ينبغي أن يكون من حق الجانبين في إطار ترتيبات مشتركة لاتمس استقلال الدولة الفلسطينية, ولاتقنن أي وجود عسكري إسرائيلي في أي من مناطق الدولة الجديدة بما في ذلك غور الاردن لأن القوات الدولية ومحطات الانذار المبكر يمكن أن تقوم بالمهمة.
الأهرام الأحد 3 من شوال 1431 هـ 12 سبتمبر 2010 السنة 135 العدد 45205
ولأن إخفاق الأطراف المعنية في إنجاز التسوية, هذه المرة, يعني ضياع فرصة ربما تكون الأخيرة, بديلها المؤكد عدم الاستقرار وانتشار العنف والفوضي, وأظن أن القاهرة لم تكن راغبة في أن تخذل الرئيس أوباما الذي يواجه حزبه الديمقراطي تحديات صعية, ثقة منها في صدق نياته ورغبته الأكيدة في تحقيق سلام الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفسطينية, لأن ذلك من وجهة نظره يحقق مصالح الولايات المتحدة.
وأظن أيضا أنه في غيبة مصر عن حصور المؤتمر ما كان يمكن لأي طرف آخر أن يضع النقاط واضحة فوق الخطوط الحمراء, يحذر في لغة قوية من استمرار الاستيطان والتلكؤ في إنهاء احتلال إسرائيل للأرض العربية والاحباط المتزايد من كثرة المماطلة والتسويف.. وعندما سألت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الوزير المصري أحمد أبو الغيط صبيحة انعقاد المؤتمر, ان كان يمكن أن تطلب من الرئيس مبارك تخفيف بعض العبارات التي ربما يتصور رئيس الوزراء الاسرائيلي أنها تمسه بشكل شخصي, جاء الرد قاطعا يرفض أي تغيير في الخطاب, لأن الرئيس يتحدث عن حقائق ولا يقصد مجرد الأشخاص إيمانا منه بضرورة المصارحة.
وكما كانت كلمة الرئيس مبارك في حفل إطلاق التفاوض المباشر واضحة وصريحة, كان الموقف المصري في المباحثات واضحا ومباشرا يركز علي أربع حقائق أساسية:
أولا: ضرورة تركيز المفاوضات المباشرة علي قضايا الحل النهائي, المستوطنات والحدود والقدس والمياه واللاجئين, لأن المطلوب تسوية نهائية تحدد طبيعة الدولة الفلسطينية وحدودها وعلاقاتها مع إسرائيل وليس تسوية مرحلية أو مؤقتة خاصة مع استحالة استمرار الوضع الراهن.
ثانيا: أهمية أن يكون الشريك الأمريكي حاضرا وفاعلا في المفاوضات المباشرة, قادرا علي التدخل في الوقت المناسب, عادلا في تقييمه لمواقف الطرفين لا يسمع من طرف دون الآخر, يقدر علي استخلاص مواقف الجانبين من خلال متابعته المستمرة للمباحثات.
ثالثا: خطورة أن تستأنف إسرائيل عملية بناء المستوطنات بعد26 سبتمبر الحالي, الموعد الذي حدده نيتانياهو لانهاء قرار التجميد, لأن ذلك سوف ينسف الموقف بأكمله, ومن المفيد أن تكون هناك جولة ثانية من المفاوضات المباشرة تعقد في شرم الشيخ في منتصف سبتمبر لتجاوز هذه المشكلة.
رابعا: أن الأمن ينبغي أن يكون من حق الجانبين في إطار ترتيبات مشتركة لاتمس استقلال الدولة الفلسطينية, ولاتقنن أي وجود عسكري إسرائيلي في أي من مناطق الدولة الجديدة بما في ذلك غور الاردن لأن القوات الدولية ومحطات الانذار المبكر يمكن أن تقوم بالمهمة.
الأهرام الأحد 3 من شوال 1431 هـ 12 سبتمبر 2010 السنة 135 العدد 45205
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى