يخسرون الجلد والسقط!
صفحة 1 من اصل 1
يخسرون الجلد والسقط!
مع أن غاية المطلوب أن تجمد إسرائيل بناء المستوطنات في الضفة لثلاثة أو أربعة أشهر علي أكثر تقدير, طبقا لاقتراح مصري, لعل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يستطيعان خلال هذه الفترة الزمنية الاتفاق علي حدود الدولة الفلسطينية الجديدة,
وتحديد مصير الكتل الاستيطانية الكبري وهل تكون جزءا من إسرائيل في عملية تبادل للأراضي بين الجانبين, لايزال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو يرفض حتي الآن استمرار تجميد الاستيطان لهذه الفترة الزمنية المحدودة, رغم إلحاح الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين علي مستوي الرؤساء, وإلحاح الدول العربية المعتدلة وإلحاح العالم أجمع, بينما تجتهد الدبلوماسية الأمريكية في سباق مع الزمن في البحث عن صيغة وسط, يرضي بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يرفض ويتمنع ويصر علي أنه اتخذ قراره, رغم أن بناء المستوطنات علي الأرض الفلسطينية المحتلة يخالف أحكام الشرعية الدولية, ويخالف اتفاقات جنيف, ويضرب عرض الحائط بالتزام وقعت عليه إسرائيل في خارطة الطريق!
لكن من الذي يستطيع أن يلزم إسرائيل احترام أحكام الشرعية الدولية, إن كان أقصي مايستطيع أن يفعله الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون والعرب والمجتمع الدولي بأكمله هو الرجاء والمناشدة والألحاح علي الرجاء والمناشدة أما تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يلزم كافة الدول الانصياع لقرارات الشرعية الدولية فيحظر استخدامه علي إسرائيل, لأنه مخصص فقط لمن يعصي الأوامر من العالم العربي أو العالم الثالث.
ولست أشك في أن العرب سوف يخسرون الجلد والسقط, كما يقولون, إن قبلوا أية صيغة وسط تحايل علي ضرورة التزام اسرائيل بوقف كافة عمليات الاستيطان طالما استمر التفاوض, ورضخوا لضغوط الأمريكيين التي لم تفلح في إلزام إسرائيل وقف عمليات الاستيطان, لأن قبول العرب لأية تنازلات جديدة يزيد أطماع إسرائيل ويغريها علي المزيد من التسويف والمماطلة وسوف تكون نتيجته المؤكدة الفشل الذريع لعملية السلام, ولست أشك أيضا في أن رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يبدو منتفخ الأوداج الآن سوف يحصد نتائج موقفه المتعسف فشلا ذريعا لحكومته وتحالفه الشرير لأن إسرائيل لن تدرك قيمة الفرصة المتاحة إلا بعد ضياعها بالفعل, لكن تقديم العرب لأية تنازلات جديدة يعني أن نيتانياهو يأخذ الموقف الصحيح
الأهرام الأربعاء 29 سبتمبر 2010 السنة 135 العدد 45222
وتحديد مصير الكتل الاستيطانية الكبري وهل تكون جزءا من إسرائيل في عملية تبادل للأراضي بين الجانبين, لايزال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو يرفض حتي الآن استمرار تجميد الاستيطان لهذه الفترة الزمنية المحدودة, رغم إلحاح الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين علي مستوي الرؤساء, وإلحاح الدول العربية المعتدلة وإلحاح العالم أجمع, بينما تجتهد الدبلوماسية الأمريكية في سباق مع الزمن في البحث عن صيغة وسط, يرضي بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يرفض ويتمنع ويصر علي أنه اتخذ قراره, رغم أن بناء المستوطنات علي الأرض الفلسطينية المحتلة يخالف أحكام الشرعية الدولية, ويخالف اتفاقات جنيف, ويضرب عرض الحائط بالتزام وقعت عليه إسرائيل في خارطة الطريق!
لكن من الذي يستطيع أن يلزم إسرائيل احترام أحكام الشرعية الدولية, إن كان أقصي مايستطيع أن يفعله الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون والعرب والمجتمع الدولي بأكمله هو الرجاء والمناشدة والألحاح علي الرجاء والمناشدة أما تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يلزم كافة الدول الانصياع لقرارات الشرعية الدولية فيحظر استخدامه علي إسرائيل, لأنه مخصص فقط لمن يعصي الأوامر من العالم العربي أو العالم الثالث.
ولست أشك في أن العرب سوف يخسرون الجلد والسقط, كما يقولون, إن قبلوا أية صيغة وسط تحايل علي ضرورة التزام اسرائيل بوقف كافة عمليات الاستيطان طالما استمر التفاوض, ورضخوا لضغوط الأمريكيين التي لم تفلح في إلزام إسرائيل وقف عمليات الاستيطان, لأن قبول العرب لأية تنازلات جديدة يزيد أطماع إسرائيل ويغريها علي المزيد من التسويف والمماطلة وسوف تكون نتيجته المؤكدة الفشل الذريع لعملية السلام, ولست أشك أيضا في أن رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يبدو منتفخ الأوداج الآن سوف يحصد نتائج موقفه المتعسف فشلا ذريعا لحكومته وتحالفه الشرير لأن إسرائيل لن تدرك قيمة الفرصة المتاحة إلا بعد ضياعها بالفعل, لكن تقديم العرب لأية تنازلات جديدة يعني أن نيتانياهو يأخذ الموقف الصحيح
الأهرام الأربعاء 29 سبتمبر 2010 السنة 135 العدد 45222
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى