أهلا بالبرادعي!
صفحة 1 من اصل 1
أهلا بالبرادعي!
مرحبا بعودة الدكتور محمد مصطفي البرادعي إلي بلده.. شخصية مصرية وطنية مرموقة, تحظي باحترام المصريين واحترام المجتمع الدولي, استحق جائزة نوبل أثناء عمله مديرا للوكالة الدولية للطاقة لتمسكه بقواعد الشرعية والقانون الدولي, يرفض المعايير المزدوجة
ويرفض الرضوخ لهيمنة الكبار, مرحبا بعودته باعتباره مواطنا يحمل بعض هموم وطنه, يجد من واجبه أن يشارك في معترك حياتها العامة, ويري ضرورة تغيير بعض بنود الدستور, ضمانا لانتخابات نزيهة ونظيفة, وهو رأي يعتقد كثيرون في صحته, يعبر عن نفسه علنا في مصر, ويعتبر نفسه نصيرا للحوار, يرفض الصدام لأن الخلاف في الرأي ينبغي ألا يفسد للود قضية, ولأنه يعتقد أن الهدف الأول للجميع أن تكون مصر آمنة وقوية.
وما من شك أن الدكتور البرادعي الذي خاض معارك دولية صعبة أكسبته حنكة وخبرة عالية يعرف جيدا طبيعة هذا المعترك السياسي الذي يقف الآن علي شاطئه, وهو أكبر كثيرا من أن يصدق أن عودته إلي مصر تماثل عودة خميني الذي جاء من باريس لتغيير نظام الحكم في إيران وإقامة الدولة الدينية, لأنه لا قياس مع ضخامة حجم الفارق, ولأن البرادعي لا يريد دولة دينية, ولكنه يريد دولة مدنية قانونية, تعيد النظر في نظم التعليم وفلسفته, وتواجه بشجاعة مشكلات تفاوت الدخول, وتطبيق القانون علي الجميع, وتمحو الأمية وتحافظ علي العدل الاجتماعي.
بل لعل د. البرادعي يدرك جيدا أن نزوله إلي المعترك العام يلقي ترحيبا واسعا من بعض القوي والفئات, كما يلقي تحفظات معلنة من جانب هؤلاء الذين ينتصرون لفكر الدولة الدينية لأن مشاركة البرادعي يمكن أن تعزز نهج الدولة المدنية, وتوسع من نطاق حقها الديمقراطي.
وأظن أن د. البرادعي يعرف أيضا أن في انتظاره آخرين لا يرون بديلا عنه تغييرا شاملا لكل الأوضاع كلما قل عددهم زاد شطط مواقفهم, كل همهم أن يلفتوا النظر, يتصورون أن وجود البرادعي يمكن أن يساعدهم علي أن يكونوا أكثر قبولا في الشارع المصري, لكنهم يطالبون د. البرادعي ابتداء بأن يكون صورة طبق الأصل من أفكارهم, يرفض السلام ويؤمن بالعنف سبيلا إلي التغيير ويقف علي سلالم نقابة الصحفيين وفي يده لافتة!! وقد لا يخفي علي الدكتور البرادعي أن هناك أيضا من يجد في وجوده علي الساحة منافسا لابد من إخضاعه كل يوم لاختبار جديد كي يثبت للجميع أنه الأكثر شجاعة وجسارة لا يستطيع البرادعي أن ينافسه.
مرحبا بالدكتور البرادعي مواطنا مهموما بقضايا بلده, يمكن أن تترتب علي مشاركته آثار إيجابية واسعة المدي, لكن كل المطلوب من البرادعي, من وجهة نظر صديق, أن يأخذ وقته ويتفحص علي مهل طبيعة الساحة التي يريد أن يشارك فيها, والشركاء الذين يجب أن يكونوا إلي جواره, والتيارات المتصارعة التي تملأ هذه الساحة.
الاهرام الأحد 7 من ربيع أول 1431 هــ 21 فبراير 2010 السنة 135 العدد 45002
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى