نعم إبيي !
صفحة 1 من اصل 1
نعم إبيي !
برغم تضارب الروايات حول ماحدث أمس الأول في ولاية إبيي جنوب السودان, ومن المسئول عن الصدام المسلح في الولاية الذي أدي إلي مقتل40 شخصا في المنطقة الحدودية بين شمال السودان وجنوبه,
بينما يجري التصويت هادئا علي حق تقرير المصير للجنوبيين في معظم المناطق دون مشاكل تذكر, القوات الجنوبية التي هاجمت بعض تجمعات قبائل المسيرية في المنطقة وقتلت10 رجال وذبحت بعض أبقار قطعانهم طبقا لرواية أحد قادة قبائل المسيرية, أم مسلحو قبائل المسيرية هم الذين هاجموا موقعا للقوات الجنوبية وجردوا جنوده من أسلحتهم, وقتلوا غالبية الأفراد طبقا لرواية متحدث رسمي باسم قوات الجنوب!
ولأنه في مثل هذه الاشتباكات القبلية يصعب التيقن من صاحب الطلقة الأولي فلقد كان من المهم بمكان حصار الحادث وتطويقه, وتجنب تصعيد ردود الأفعال إلي حد يشعل فتيل الحرب بين الشمال والجنوب, أو يؤدي إلي إفساد يوم الاستفتاء, وحسنا أن مارس الجانبان قدرا من الحكمة بحيث استمر التصويت في جميع مناطق الجنوب ربما بكثافة أقل. ولكن كل التقديرات تؤكد أن نصف المسجلين في قوائم الاستفتاء قد أدلوا بأصواتهم, ومن المحتمل اختصار أيام الاستفتاء السبعة.
لكن حادث إبيي يظل مؤشرا علي خطورة بقاء المشاكل المعلقة بين الجنوب والشمال دون حل خاصة في إبيي في ظل مخاوف قبائل المسيرية ذات الاصول الشمالية التي اعتادت الرعي في منطقة إبيي والبقاء في المنطقة7 أشهر من كل عام خلال موسم الأمطار من أن يعلن الجنوبيون ضم ولاية إبيي, بقرار أحادي الجانب سوف يؤدي حتما إلي تجدد الصدام المسلح بين المسيرية والقبائل الجنوبية.
وأظن أن المجتمع الدولي يحمل حكومة الخرطوم فوق طاقتها إن أهدر تسوية هذه القضية بما يكفل الحفاظ علي حقوق المسيرية لأن إهدار حقوق المسيرية سوف يؤدي إلي صدامها مع حكومة الخرطوم بما يزيد من تعقيد المؤقف.. ولأن مشكلة إبيي هي مكمن الخطر واللغم القابل للانفجار سريعا بعد انتهاء أيام الاستفتاء, فربما يكون من الضرورة أن يجتهد المجتمع الدولي في البحث عن تسوية تكفل توازن مصالح الطرفين في ولاية إبيي حتي لو أدي الأمر إلي تقسيم الولاية مناصفة بين الجانبين.
الأهرام الأربعاء 12 يناير 2011 السنة 135 العدد 45327
بينما يجري التصويت هادئا علي حق تقرير المصير للجنوبيين في معظم المناطق دون مشاكل تذكر, القوات الجنوبية التي هاجمت بعض تجمعات قبائل المسيرية في المنطقة وقتلت10 رجال وذبحت بعض أبقار قطعانهم طبقا لرواية أحد قادة قبائل المسيرية, أم مسلحو قبائل المسيرية هم الذين هاجموا موقعا للقوات الجنوبية وجردوا جنوده من أسلحتهم, وقتلوا غالبية الأفراد طبقا لرواية متحدث رسمي باسم قوات الجنوب!
ولأنه في مثل هذه الاشتباكات القبلية يصعب التيقن من صاحب الطلقة الأولي فلقد كان من المهم بمكان حصار الحادث وتطويقه, وتجنب تصعيد ردود الأفعال إلي حد يشعل فتيل الحرب بين الشمال والجنوب, أو يؤدي إلي إفساد يوم الاستفتاء, وحسنا أن مارس الجانبان قدرا من الحكمة بحيث استمر التصويت في جميع مناطق الجنوب ربما بكثافة أقل. ولكن كل التقديرات تؤكد أن نصف المسجلين في قوائم الاستفتاء قد أدلوا بأصواتهم, ومن المحتمل اختصار أيام الاستفتاء السبعة.
لكن حادث إبيي يظل مؤشرا علي خطورة بقاء المشاكل المعلقة بين الجنوب والشمال دون حل خاصة في إبيي في ظل مخاوف قبائل المسيرية ذات الاصول الشمالية التي اعتادت الرعي في منطقة إبيي والبقاء في المنطقة7 أشهر من كل عام خلال موسم الأمطار من أن يعلن الجنوبيون ضم ولاية إبيي, بقرار أحادي الجانب سوف يؤدي حتما إلي تجدد الصدام المسلح بين المسيرية والقبائل الجنوبية.
وأظن أن المجتمع الدولي يحمل حكومة الخرطوم فوق طاقتها إن أهدر تسوية هذه القضية بما يكفل الحفاظ علي حقوق المسيرية لأن إهدار حقوق المسيرية سوف يؤدي إلي صدامها مع حكومة الخرطوم بما يزيد من تعقيد المؤقف.. ولأن مشكلة إبيي هي مكمن الخطر واللغم القابل للانفجار سريعا بعد انتهاء أيام الاستفتاء, فربما يكون من الضرورة أن يجتهد المجتمع الدولي في البحث عن تسوية تكفل توازن مصالح الطرفين في ولاية إبيي حتي لو أدي الأمر إلي تقسيم الولاية مناصفة بين الجانبين.
الأهرام الأربعاء 12 يناير 2011 السنة 135 العدد 45327
مكرم محمد احمد- عضو نشط
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 89
المهنة : نقيب الصحفيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى