يجتمعون وينفضون!
صفحة 1 من اصل 1
يجتمعون وينفضون!
لأكثر من60 عاما, والعرب يجتمعون وينفضون ويجتمعون وينفضون وهكذا دواليك, من أجل أن يقيموا سوقا مشتركة تمكنهم من تبادل منتجاتهم الوطنية وتوسيع الأسواق أمامها,
لأن الأسواق الوطنية وحدها لا تهيئ فرصة النجاح لصناعة عربية وطنية لقدراتها المحدودة علي الاستيعاب بما يرفع من تكاليف السلع ويقلل من قدرتها علي المنافسة, ويحد من إمكاناتها علي تطوير نفسها ويشل قدرتها علي الإنفاق علي البحوث العلمية التي هي أساس كل تقدم! وبرغم مرور هذا الزمن الطويل لم يبلغ العرب أهدافهم وظلت السوق المشتركة مجرد حلم علي الورق, لأسباب عديدة أولها, ان العرب لا يجتمعون علي موقف ويختلفون بأكثر مما يتفقون, وإذا اتفقوا علي رأي تظل قراراتهم في الأغلب حبرا علي ورق, ويدخل ضمن أسباب إخفاقهم أيضا أنهم يخلطون في رؤيتهم للعمل العربي المشترك بين الأبعاد الاقتصادية والمواقف السياسية, وينظرون إلي المشروع الاقتصادي العربي بمعايير التكافل والعون الاجتماعي وليس بمعايير الربح والخسارة التي تضمن نجاح المشروع وتواصله.
ولأن العرب, يصدق عليهم بالفعل أنهم ظاهرة كلامية, فلقد انفقوا هذه السنوات الطويلة في الشرح والتأويل, يعيدون ويزيدون, تتضخم ملفاتهم المفتوحة أبدا دون أن ينتجوا شيئا مشتركا حقيقيا, تحدثوا عن أهمية وجود بنية أساسية تصل مصالح الشعوب تكون أساسا للسوق المشتركة, ورسموا خرائط لشبكات الطرق برية وبحرية وحديدية تربط بين البلدان العربية, وتحدثوا عن أهمية توحيد معايير التجارة والجمارك وتوحيد تشريعاتها لكن إجراءات التنفيذ تمضي في بطء السلحفاة, لأن الكل حريص علي مصالحه الآنية, ولايزال عليهم أن ينتظروا إلي عام2015 كي يقوم اتحادهم الجمركي, رغم أن15 دولة عربية تلتزم نظريا ومنذ حقبة طويلة باتفاقية تيسير التجارة, ولهذا بقي حصادهم النهائي متواضعا للغاية, فالتجارة العربية بين الدول العربية وبعضها البينية ثابتة منذ سنوات عند حدود10 %من حجم تجارتهم الدولية, رغم أن معدلات التجارة البينية بين الكتل الاقتصادية الأخري تصل في حدها الأدني إلي40%, والاستثمارات العربية في الأرض العربية ظلت في حدود20 مليار دولار رغم أن حجم الاستثمارات العربية في الدول الغربية جاوز4 تريليونات دولار, وتعاني كل شركات الإنتاج العربية من قصور شديد في التمويل, رغم وجود فوائض مالية ضخمة في كل البنوك العربية تشكو قلة الاستثمار!
وعندما بادرت مصر والكويت قبل عدة أعوام بالتفكير في عقد قمة اقتصادية تعني بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي تزايدت الآمال في إمكان أن يخرج العرب من هذه الحلقة المفرغة.. فهل حدث ذلك؟!
الأهرام الخميس 20 يناير 2011 السنة 135 العدد 45335
لأن الأسواق الوطنية وحدها لا تهيئ فرصة النجاح لصناعة عربية وطنية لقدراتها المحدودة علي الاستيعاب بما يرفع من تكاليف السلع ويقلل من قدرتها علي المنافسة, ويحد من إمكاناتها علي تطوير نفسها ويشل قدرتها علي الإنفاق علي البحوث العلمية التي هي أساس كل تقدم! وبرغم مرور هذا الزمن الطويل لم يبلغ العرب أهدافهم وظلت السوق المشتركة مجرد حلم علي الورق, لأسباب عديدة أولها, ان العرب لا يجتمعون علي موقف ويختلفون بأكثر مما يتفقون, وإذا اتفقوا علي رأي تظل قراراتهم في الأغلب حبرا علي ورق, ويدخل ضمن أسباب إخفاقهم أيضا أنهم يخلطون في رؤيتهم للعمل العربي المشترك بين الأبعاد الاقتصادية والمواقف السياسية, وينظرون إلي المشروع الاقتصادي العربي بمعايير التكافل والعون الاجتماعي وليس بمعايير الربح والخسارة التي تضمن نجاح المشروع وتواصله.
ولأن العرب, يصدق عليهم بالفعل أنهم ظاهرة كلامية, فلقد انفقوا هذه السنوات الطويلة في الشرح والتأويل, يعيدون ويزيدون, تتضخم ملفاتهم المفتوحة أبدا دون أن ينتجوا شيئا مشتركا حقيقيا, تحدثوا عن أهمية وجود بنية أساسية تصل مصالح الشعوب تكون أساسا للسوق المشتركة, ورسموا خرائط لشبكات الطرق برية وبحرية وحديدية تربط بين البلدان العربية, وتحدثوا عن أهمية توحيد معايير التجارة والجمارك وتوحيد تشريعاتها لكن إجراءات التنفيذ تمضي في بطء السلحفاة, لأن الكل حريص علي مصالحه الآنية, ولايزال عليهم أن ينتظروا إلي عام2015 كي يقوم اتحادهم الجمركي, رغم أن15 دولة عربية تلتزم نظريا ومنذ حقبة طويلة باتفاقية تيسير التجارة, ولهذا بقي حصادهم النهائي متواضعا للغاية, فالتجارة العربية بين الدول العربية وبعضها البينية ثابتة منذ سنوات عند حدود10 %من حجم تجارتهم الدولية, رغم أن معدلات التجارة البينية بين الكتل الاقتصادية الأخري تصل في حدها الأدني إلي40%, والاستثمارات العربية في الأرض العربية ظلت في حدود20 مليار دولار رغم أن حجم الاستثمارات العربية في الدول الغربية جاوز4 تريليونات دولار, وتعاني كل شركات الإنتاج العربية من قصور شديد في التمويل, رغم وجود فوائض مالية ضخمة في كل البنوك العربية تشكو قلة الاستثمار!
وعندما بادرت مصر والكويت قبل عدة أعوام بالتفكير في عقد قمة اقتصادية تعني بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي تزايدت الآمال في إمكان أن يخرج العرب من هذه الحلقة المفرغة.. فهل حدث ذلك؟!
الأهرام الخميس 20 يناير 2011 السنة 135 العدد 45335
مكرم محمد احمد- عضو نشط
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 89
المهنة : نقيب الصحفيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى