الحذر والشفافية!
صفحة 1 من اصل 1
الحذر والشفافية!
رغم أن الملامح التفصيلية لخطة التفاوض الجديدة التي تقترحها مصر علي الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للخروج من حالة الجمود الراهنة, وتحاول إقناع الأمريكيين والرباعية الدولية بجدواها, لا تزال غير معلنة تنتظر مناقشتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
فإن تركيز مصر علي إضاءة نهاية نفق المفاوضات أولا, يعني أن تبدأ مفاوضات الجانبين بالقضايا الصعبة التي تحدد أفق التسوية وملامحها الرئيسية, مثل الحدود والي أي حد سوف تتطابق أو تختلف مع حدود67 التي اصطلح المجتمع الدولي علي أن تكون حدود الدولة الفلسطينية الجديدة؟!, والقدس الشرقية, وهل يمكن أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية الجديدة في إطار قدس موحدة تشمل المدينة الغربية عاصمة لإسرائيل, ومصير الكتل الاستيطانية الكبري, وما الذي سوف يبقي منها داخل حدود اسرائيل وما الذي يمكن تفكيكه ليصبح جزءا من الدولة الفلسطينية, الي جانب أسئلة عديدة أخري تتعرض لطبيعة الدولة الجديدة وحدود التوافق الممكن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول قضية عودة اللاجئين.
ومع التسليم بحق مصر في أن تبذل كل جهد مستطاع يعجل بوقوع التسوية الشاملة لأنها الأكثر تأثرا بأزمة يرتبط بها جزء مهم من أمن مصر الوطني, إلا أن مصر ينبغي أن تكون في غاية الحذر والشفافية لسببين رئيسيين.
أولهما: يتعلق ببنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يعتنق رؤية أخري تشكل النقيض الواضح للموقف المصري, فهو يريد الجزء الأكبر من الضفة الغربية داخل اسرائيل, ويعتقد أن الأولوية ليست للدولة الفلسطينية وإنما لتحسين الأحوال الاقتصادية في الضفة, ويصر علي استبعاد القدس الشرقية من أي تفاوض من خلال استمرار حصارها بالمستوطنات, ويضع شروطا مسبقة حول ضرورة اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الاسرائيلية, بما يضع الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل في موقف صعب, ويرفض اقتراح المبعوث الأمريكي ميتشيل بألا يتجاوز السقف الزمني لعملية التفاوض عامين,
وثاني السببين هو الانقسام الفلسطيني الذي يضعف موقف المفاوض العربي, ويفتح بابا جانبيا لتهرب إسرائيل من المسئولية في أي وقت تشاء بدعوي أنه ليس هناك طرف فلسطيني جاهز لعملية السلام, خصوصا أن حماس لاتزال ترفض التوقيع علي اتفاق المصالحة الوطنية, ولاتزال ترفض الذهاب الي انتخابات رئاسية ونيابية جديدة تجري في غزة ورام الله, تحدد بصورة ديمقراطية طبيعة السلطة الوطنية في المرحلة المقبلة.
وتفرض مسئولية مصر إزاء نفسها ضرورة التزام الحذر والشفافية الكاملة في تعاملها مع الجانبين حتي لا يسئ أي طرف تأويل مقاصدها, وتصبح مصر هي الملومة في البداية والنهاية, عملا بالمثل الشعبي المصري ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه وقد تقطعت هدومنا طويلا وكثيرا بما يكفي!
الاهرام الخميس 28 من محرم 1431 هـ 14 يناير 2010 السنة 135 العدد 44964
فإن تركيز مصر علي إضاءة نهاية نفق المفاوضات أولا, يعني أن تبدأ مفاوضات الجانبين بالقضايا الصعبة التي تحدد أفق التسوية وملامحها الرئيسية, مثل الحدود والي أي حد سوف تتطابق أو تختلف مع حدود67 التي اصطلح المجتمع الدولي علي أن تكون حدود الدولة الفلسطينية الجديدة؟!, والقدس الشرقية, وهل يمكن أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية الجديدة في إطار قدس موحدة تشمل المدينة الغربية عاصمة لإسرائيل, ومصير الكتل الاستيطانية الكبري, وما الذي سوف يبقي منها داخل حدود اسرائيل وما الذي يمكن تفكيكه ليصبح جزءا من الدولة الفلسطينية, الي جانب أسئلة عديدة أخري تتعرض لطبيعة الدولة الجديدة وحدود التوافق الممكن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول قضية عودة اللاجئين.
ومع التسليم بحق مصر في أن تبذل كل جهد مستطاع يعجل بوقوع التسوية الشاملة لأنها الأكثر تأثرا بأزمة يرتبط بها جزء مهم من أمن مصر الوطني, إلا أن مصر ينبغي أن تكون في غاية الحذر والشفافية لسببين رئيسيين.
أولهما: يتعلق ببنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يعتنق رؤية أخري تشكل النقيض الواضح للموقف المصري, فهو يريد الجزء الأكبر من الضفة الغربية داخل اسرائيل, ويعتقد أن الأولوية ليست للدولة الفلسطينية وإنما لتحسين الأحوال الاقتصادية في الضفة, ويصر علي استبعاد القدس الشرقية من أي تفاوض من خلال استمرار حصارها بالمستوطنات, ويضع شروطا مسبقة حول ضرورة اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الاسرائيلية, بما يضع الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل في موقف صعب, ويرفض اقتراح المبعوث الأمريكي ميتشيل بألا يتجاوز السقف الزمني لعملية التفاوض عامين,
وثاني السببين هو الانقسام الفلسطيني الذي يضعف موقف المفاوض العربي, ويفتح بابا جانبيا لتهرب إسرائيل من المسئولية في أي وقت تشاء بدعوي أنه ليس هناك طرف فلسطيني جاهز لعملية السلام, خصوصا أن حماس لاتزال ترفض التوقيع علي اتفاق المصالحة الوطنية, ولاتزال ترفض الذهاب الي انتخابات رئاسية ونيابية جديدة تجري في غزة ورام الله, تحدد بصورة ديمقراطية طبيعة السلطة الوطنية في المرحلة المقبلة.
وتفرض مسئولية مصر إزاء نفسها ضرورة التزام الحذر والشفافية الكاملة في تعاملها مع الجانبين حتي لا يسئ أي طرف تأويل مقاصدها, وتصبح مصر هي الملومة في البداية والنهاية, عملا بالمثل الشعبي المصري ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه وقد تقطعت هدومنا طويلا وكثيرا بما يكفي!
الاهرام الخميس 28 من محرم 1431 هـ 14 يناير 2010 السنة 135 العدد 44964
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى