موسي كوسا‏!!‏

موسي كوسا هو وزير خارجية القذافي‏,‏ ومدير مخابراته العامة لأكثر من ثلاثة عقود‏,‏ واكثر رجال ليبيا ارتباطا وقربا من الزعيم الي حد ان الكثيرين ربطوا بين مصير الرجلين‏,‏
كما انه في الوقت نفسه الحلقة الأهم التي كانت تربط بين المخابرات المركزية الأمريكية والنظام الليبي, وهو الذي رسم وخطط ونفذ للعقيد القذافي خطة تسليم بعض اجهزة الطرد المركزي التي كانت جزءا من المشروع النووي الليبي وهي لاتزال في صناديقها المغلقة الي واشنطن في مفاجأة ادهشت العالم اجمع كي تقبل واشنطن فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع ليبيا وتسقط العقوبات التي فرضتها علي نظام العقيد!
وثمة اتهامات قوية لموسي كوسا من بعض اجهزة المخابرات الغربية بأنه كان عميلا مزدوجا للامريكيين, وهو الذي دبر عمليات التخلص من عدد من زعماء المعارضة الليبية ابرزهم منصور الكيخيا الذي اختفي من القاهرة عام1993, وثمة شكوك قوية في انه هو الذي خطط عملية تفجير طائرة بان امريكان فوق مدينة لوكربي, قبل ان يصبح المفاوض الليبي الاول مع الجانب الامريكي في صفقة تسليم اجهزة الطرد المركزي, ويعتقد كثيرون انه احد الذين كانت تتحدث عنهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قبل عدة ايام مؤكدة ان بعضا من اقرب معاوني الرئيس الليبي يبحث عن ملاذ آمن في الخارج.
وعندما يقرر موسي كوسا ان يترك العقيد ويهرب برا خارج البلاد الي تونس ومنها يغادر الي لندن ليطلب حق اللجوء السياسي, بدعوي انه يعارض عدوان قوات العقيد علي المدنيين الليبيين, فذلك معناه ان الحلقة الداخلية حول العقيد تتفكك, وان اقرب الناس اليه يفكرون في التنصل من علاقاتهم به, وان نهاية القذافي تكاد تكون وشيكة, وربما تأتي عبر احد معاونيه كما يتوقع البعض, خاصة بعد الانهيار الشديد في موقف قواته المسلحة وهروب عدد كبير من ضباطه, وما يزيد من سوء موقف العقيد الضربات الجوية الاخيرة التي تلقتها قواته البرية حول مدينة سرت بعد نجاحها في طرد الثوار الليبيين من عدد من المدن الساحلية واجبارهم علي التراجع مرة اخري الي مدينة اجدابيا, غير ان ضعف تسليح الثوار الليبيين وعجز اعدادهم من ان تخوض معركة فاصلة مع قوات العقيد حول العاصمة طرابلس يظل المشكلة الكبري التي تواجه حلفاء الناتو.

الأهرام الأحد 3 ابريل 2011 السنة 135 العدد 45408