مقاصد السلفيين‏!‏

من فوق منبر الأزهر استمطر فضيلة المفتي الشيخ علي جمعة لعنات السماء علي بعض فرق السلفية الجهادية الذين يعيثون في البلاد فسادا ينشرون الفتنة بين الناس ويهدمون أضرحة المساجد بالفؤوس فجرا في عدد من مدن الوجه البحري.
باعتبارها بدعة وضلالة وعودة إلي عبادة الأصنام! ويهددون بهدم أضرحة الإمام الحسين وباقي آل البيت, يستنسخون بعض أفكار الوهابية المتشددة في وقت تراجعت فيه الوهابية كثيرا عن رؤاها التي يستثمرها المتطرفون, لأن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه, وفي مصر خاصة ينظر بسطاء المصريين إلي الأضرحة باعتبارها بركة أقوام صالحين كرسوا حياتهم للعبادة والزهد, لايخالط حبها شئ من الشرك بوحدانية الله, ويعتبرونها حارسة علي أمن مصر وجزءا من أمنها وسلامتها تنفيذا لوعد من الله.
لكن أجلاف السلفيين لايتفهمون هذه المشاعر الإنسانية التي تسمو إلي درجة الحب, وتشكل جزءا من طبيعة الإنسان المصري, وعنصرا مهما من عناصر الشخصية المصرية التي تنفر من عقائد السلفيين ومعظمها عقائد وافدة من فقه الصحراء, وتري في محبة الرسول الكريم وآل بيته أكمل صور التقرب إلي الله.
وما يثير الدهشة من مواقف السلفيين في مصر أنهم عاشوا طوال حياتهم لايهتمون بالسياسة, ويعتبرون أنفسهم حركة دينية مهمتها الدعوة, وتلتزم في نشر أفكارها بالموعظة الحسنة, إلي ان برز دورهم بعد25 يناير كجماعة عمل تسعي إلي ان تأخذ القانون في يدها, تكرس جهدها لإثارة فتن طائفية صغيرة, وتفرض آراءها علي الآخرين وكأنها دولة داخل الدولة, وتدعو إلي قيام دولة دينية لا مكان فيها لمن يرفضون آراءهم, ويرون رسالتهم في الحياة في عمليات غزو متتابعة إلي ان تقوم دولة الإسلام, بدأت بغزوة الصناديق ثم غزوة الأضرحة, أما الغزوة الثالثة فربما تستهدف مقاصد السياحة المصرية أو محلات الفيديو أو دور السينما لأنهم يعتبرون كل ذلك بدعا وضلالات! هدفهم النهائي ان يكرسوا لأنفسهم في المجتمع المصري دورا يتحكم في سلوك العباد مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يحجم السعوديون دورها الآن, احتراما لحريات الأفراد وحقوقهم بعد تجاوزات كثيرة ضج منها المجتمع السعودي.

الأهرام الثلاثاء 5 ابريل 2011 السنة 135 العدد 45410