تحيتان للجنرال خلفان‏!‏

يستحق قائد شرطة دبي الجنرال خلفان تميم التحية‏,‏ لأنه نجح ورجاله بحرفية عالية في ضبط‏26‏ من عملاء الموساد الاسرائيلي متلبسين بإرتكاب جريمة قتل محمود المبحوح أحد قادة حماس بالصوت والصورة‏
,‏ احترقوا جميعا ولم يعودوا يصلحون لأية مهمة بعد أن أصبحت صورهم كمطلوبين معلقة في كل المطارات والموانئ بأمر من الانتربول الدولي‏,‏ ولأنه ألزم الموساد الاسرائيلي صمتا مزريا‏,‏ بينما العالم كله علي الشاشات الصغيرة يتابع فريق القتل الإسرائيلي فردا فردا في حركتهم اليومية منذ وصولهم إلي دبي‏,‏ مستخدمين جوازات سفر أوروبية واسترالية تم استنساخها من جوازات سفر أصلية لمواطنين أوروبيين دون اعتبار لأمن هؤلاء المواطنين‏,‏ ولأنه كشف عن كل تفاصيل الجريمة بما في ذلك عملية تخدير المبحوح قبل قتله لضمان عدم مقاومته‏,‏ لعل شرطة دبي تقع في شرك الخداع وتتصور أن الوفاة تمت قضاء وقدرا‏!‏ ولأنه استخدم حقه القانوني في إلقاء القبض علي رئيس الموساد الاسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي‏.‏
ويستحق الجنرال خلفان تحية ثانية لشجاعته الفائقة‏,‏ عندما نصح حماس بأن تفتش في صفوفها عن عملاء لإسرائيل موجودين في النسق الأعلي لقياداتها‏,‏ كانوا ينقلون أخبار المبحوح أولا بأول إلي الموساد الإسرائيلي‏..‏ ومع الأسف ترافق مع حادث اغتيال المبحوح ظهور كتاب ابن حماس الذي كتبه مصعب حسن يوسف ابن أحد مؤسسي حماس‏,‏ عمل جاسوسا لإسرائيل لأكثر من عشرة أعوام‏,‏ وتسبب في قتل عشرات من كوادر حماس وإنقاذ أرواح مئات من الاسرائيليين‏,‏ محاولا تبرير جريمته بالنفور من سياسات حماس التي أدت إلي مقتل مئات الأبرياء من المدنيين دون ذنب أو جريرة‏!‏
وتحاول إسرائيل الآن استثمار كتاب مصعب في حربها النفسية ضد حماس وحزب الله لتؤكد أنها تتابع قيادات التنظيمين عن قرب‏,‏ وانها تمكنت من رصد موكب السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في زيارته الأخيرة لدمشق‏,‏ كما تمكنت سابقا من رصد تحركات عماد مغنية أحد قادة حزب الله الكبار الذي إغتاله الموساد الاسرائيلي في أحد شوارع دمشق‏..‏ وأظن أن الرد الصحيح علي إدعاءات اسرائيل لايكون فقط بإطلاق التهديدات في الهواء‏,‏ ولكن بأن تفتش حماس جيدا في صفوفها لتمنع إختراق اسرائيل لأنساق قياداتها العليا كي لا تتكرر جريمة اغتيال المبحوح‏.‏


الاهرام الأحد 21من ربيع الأول 1431 هـ 7 مارس 2010 السنة 135 العدد 45016