مطلوب من شباب الثورة

أتمني علي ائتلاف شباب ثورة‏52‏ يناير‏,‏ وقد تأكد له بعد صدور قرارات النائب العام بمساءلة كل أقطاب النظام السابق عن جرائم الفساد والإفساد السياسي والتحريض علي قتل الثوار‏.
أن ثورة52 يناير تمضي علي الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها, وأن المسيرات المليونية الي ميدان التحرير قد حفظت أهداف الثورة, ولم يعد في وسع أحد أن يعيد عجلة التاريخ الي الوراء, وأن يخرجوا علي العالم باعلان واضح, يجيب عن السؤال المهم الذي يشغل الجميع الي أين تتجه مصر, يؤكد دعم ائتلاف شباب الثورة لعودة الحياة الي مسارها الطبيعي, وتحريضهم قوي المجتمع المصري علي ضرورة أن ينهض الجميع بدوره في دفع عجلة الانتاج, والالتزام بمعايير الجودة والاتقان والإبداع, ومراعاة الله والضمير, لأن مصر الثورة لن تنهض سوي بالاعتماد علي سواعد أبنائها, وأتمني أن يكون هذا الاعلان السياسي بمثابة نداء الي كل مصري داخل الوطن, بأن الأوان قد آن كي نغير جميعا مابأنفسنا حتي نتمكن من تغيير مصر الي الأفضل, نعتصم جميعا بقيم الوطنية المصرية التي تملي علي الجميع أسلوبا جديدا في التعامل مع الصالح الوطني العام, يرفض الغش والرشوة والإهمال وعدم اللامبالاة ويؤكد احترام حكم القانون وضمانات حرية الرأي والتعبير.
وأظن أن الاعلان السياسي المنشود ينبغي أن يتضمن رسالة واضحة الي كل المستثمرين مصريين وعربا وأجانب, تؤكد التزام ثورة52 يناير بتحويل مصر الي دولة جاذبة للاستثمارات, تضمن تكافؤ الفرص بين الجميع والالتزام بالدولة القانونية, والحرص علي الشفافية الكاملة ورفض كافة صور الفساد وحماية المنافسة الشريفة, وضمان الالتزام بقوانين السوق دون احتكار أو إفساد, كما تؤكد أيضا أن كافة الإجراءات التي تم اتخاذها ضد قلة من رجال الأعمال كان باعثها الأساسي الممارسات الفاسدة التي ارتكبها هؤلاء في مجال العمل السياسي وأن هدف هذه الاجراءات تحسين المناخ الاستثماري من خلال الالتزام بقواعد المنافسة الشريفة.
وتأتي قيمة هذا الاعلان السياسي في أنه يصدر عن طرف داخلي مهم يؤكد للعالم أجمع حرص مصر علي أن تعاود دورها دولة مدنية ليبرالية تحرص علي أن تكون جزءا من ركب الحضارة الإنسانية, تنفتح علي العالم أجمع, وتتبادل معه المنافع والخبرات بعقل مفتوح التزاما بوظيفة موقعها الجغرافي الذي يجعل منها ملتقي قاراته وحضاراته وهمزة الوصل بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه.

الأهرام الثلاثاء 19 ابريل 2011 السنة 135 العدد 45424