د‏.‏ مصطفي الفقي‏!‏

جميعنا يتمني, لو أن الحكومات العربية توافقت علي اختيار الأمين العام الجديد للجامعة العربية, بدلا من عملية تصويت تكشف كل الدلالات توجهاتها القادمة, التزاما بتقليد راسخ حرص علي أن يكون الأمين العام من دولة المقر, خاصة أن مصر ترشح شخصية وطنية يصعب الخلاف علي دورها القومي, مصري صميم معجون بطين هذا البلد,
يعرف أن العالم قد اختلف, وأن دور مصر في عالمها الغربي أن تكون الضمير ونقطة الالتقاء وواسطة العقد وقنب الميزان, يأتي تأثيرها الناعم من شفافية مواقفها وقدرتها علي أن تلزم نفسها قبل أن تلزم الآخرين, قومي النزعة, يري عروبة مصر ليس مجرد قدر مفروض, ولكنه اختيار صحيح يفرضه التاريخ والجغرافيا, كما يفرضه تطابق المصلحة الوطنية والمصلحة القومية علي أسس من المنفعة المشتركة, والحق أن مصطفي الفقي يمثل نموذجا للمثقف الوطني بأكثر من أن يكون سياسيا محترفا, نزوعه الدائم الرغبة المتأججة في تغيير الواقع شأن كل مثقف وطني يتمرد علي واقعه ويحاول تغييره, وكان واحدا من مصريين كثر حاولوا دفع عجلة التغيير إلي الأمام لكنهم عانوا الإحباط في مواجهة قوي مسيطرة يصعب النفاذ من حصارها, وأشهد انه خلال الفترة التي تولي فيها سكرتارية الرئيس لشئون المعلومات, كان صوت ضمير ينقل الصورة بأمانة, ويغضب في أحيان كثيرة من تصرفات كثيرة تدفعه إلي البعبعة والاشتباك في معارك خسر معظمها.
ومصطفي الفقي فضلا عن خبرته الواسعة في الشأن الوطني ومعرفته العميقة بأحوال العالم العربي, ومتابعته الدقيقة لكل ما يجري وراء الكواليس, يملك قدرة فريدة علي أن يكون همزة وصل وعنصر وفاق, واعتقد أنه يستطيع أن يعطي الجامعة نفسا مختلفا بالتركيز علي حقوق الإنسان العربي في فترة مهمة تتطلب توسيع المشاركة, كما يستطيع أن يعطي الجامعة دورا جديدا يبرز قدراته العلمية والثقافية, يركز علي مجالات التعاون الثقافي وأهمية البحث العلمي المشترك في قضايا حيوية تتطلب تضافر الجهد العربي, وحشد الخبرات العلمية والثقافية العربية لكي تكون في خدمة مشروعات التنمية المشتركة بحيث تصبح الجامعة محلا مختارا لحوارات المثقفين العرب حول مستقبل عالمنا العربي.

الاهرام الأحد 8 مايو 2011 السنة 135 العدد 45443