إرهابيون بعيون زرقاء‏!‏

رغم العمليات العسكرية التي يشنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بصورة تكاد تكون يومية علي تنظيم القاعدة في اليمن‏,‏ والقصف الجوي الذي تقوم به الطائرات اليمنية لمنازل وأوكار المشتبه في أن يكونوا ضمن قيادات القاعدة في مناطق شرق اليمن مابين صعدة ومأرب وفي مناطق شيوه في الجنوب‏.
وكلها مناطق جبلية وعرة تخرج عن سيطرة الحكومة المركزية في صنعاء‏,‏ لايزال اليمن يشكل الهاجس الأمني الأول لدي الأمريكيين الآن‏,‏ لاعتقادهم أن تنظيم القاعدة هناك يقوده جيل متطرف من السجناء السابقين في معتقل جوانتانامو نجحوا في الهرب من سجون صنعاء‏,‏ يملكون مهارات عالية زادت من خطورة التنظيم وإمكاناته‏,‏ ولقلقهم الشديد من أن يلجأ الرئيس اليمني الي التصالح مع بعض هذه التنظيمات‏,‏ ويدخل ضمن أهداف عقد مؤتمر لندن الذي بدأ أعماله أمس تقديم الدعم اللوجيستي والفني والمالي لليمن في إطار يضمن استمرار اليمن في حربه علي القاعدة واعتبارها أولوية تسبق حربه علي باقي الجبهات‏.‏
ومنذ أن تم اكتشاف محاولة الراكب النيجيري عمر الفاروق تفجير الطائرة الأمريكية فوق مدينة ديترويت‏,‏ وتيقن الأمريكيون أنه تدين في أحد معسكرات تنظيم القاعدة في منطقة شيوه في اليمن‏,‏ والأمريكيون يحذرون الجميع علي مدار الساعة من خطورة تنظيم القاعدة علي أمن الولايات المتحدة وأمن الشرق الأوسط والقرن الافريقي‏,‏ وينشرون تقارير يري بعض المسئولين اليمنيين أنها تحوي قدرا كبيرا من المبالغة‏,‏ يقول آخرها ان‏36‏ أمريكيا من الذين اعتنقوا الإسلام غادروا الولايات المتحدة الي اليمن بينهم عشرة أمريكيين أصحاب عيون زرقاء وشعر أصفر تزوجوا من يمنيات ليكون لهم حق الاقامة هناك‏,‏ وأن هؤلاء الذين يرتبط جميعهم بتنظيم القاعدة قد ضاعفوا من خطورة التنظيم في اليمن‏,‏ وتزداد توقعات الأمريكيين بأن المصالح الأمريكية سوف تتعرض لضربة قادمة ربما تستهدف السفارة الأمريكية في صنعاء خاصة بعد زيادة عدد الخبراء والمستشارين الذين يساعدون صنعاء علي تخطيط عملياتها ضد القاعدة‏,‏ ويترافق مع هذه الموجة الجديدة من عمليات التخويف عودة واشنطن الي الاجراءات الأمنية المشددة بصورة تهدر الحقوق المدنية للقادمين من منطقة الشرق الأوسط وأعضاء الجاليات الإسلامية والعربية في الولايات المتحدة‏,‏ تكاد تلغي كل الفروق ما بين سياسات بوش وسياسات الرئيس أوباما التي تتراجع علي كل الجبهات‏.‏

الاهرام الثلاثاء 11 من صفر 1431 هـ 26 يناير 2010 السنة 135 العدد 44976