حل مضمون وأقل كلفة!
صفحة 1 من اصل 1
حل مضمون وأقل كلفة!
إذا صح أن الملف النووي الإيراني أصبح علي مفترق طرق صعبة بعد أن أصدر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أوامره إلي مؤسسة الطاقة الإيرانية بالعمل علي زيادة تخصيب مخزونها من اليورانيوم إلي20 درجة.
ولم يعد أمام الرئيس الأمريكي أوباما سوي أن يسلك طريق العقوبات برغم المصاعب التي يمكن أن يلقاها مع الصين, فإن الواضح في ضوء التجارب السابقة أن العقوبات الجديدة ربما لاتنتج أثرا قويا يلزم إيران بمراجعة برنامجها النووي, خاصة مع تحفظات دول عديدة, بينها روسيا تريد ضمانات مؤكدة تحول أن تنتج العقوبات آثارا وخيمة علي الشعب الإيراني.
لكن الدخول في مسلسل العقوبات مرة أخري يمكن أن يفتح الطريق الي عمل عسكري تقوم به إسرائيل منفردة أو بالتعاون مع دول الغرب, يستهدف قصف منشآت إيران النووية الأمر الذي يمكن أن يرتب كوارث ضخمة يصعب حصار اثارها, يعتقد كثير من الخبراء الاستراتيجيين أنها تشكل ثمنا فادحا لعمل غير مضمون النتائج, لأن قصف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية سوف يؤدي إلي توحيد جبهة إيران الداخلية المنقسمة علي نفسها, ويلزم المعارضة بأن تقف إلي جوار أحمدي نجاد خاصة أن المعارضة تساند البرنامج النووي الإيراني ولن يترتب علي هذا العمل العسكري سقوط نظام حكم آيات الله الذي ربما يلقي مساندة قوية من الداخل, ويلقي مساندة أخري لا تقل أهمية في الشارعين العربي والإسلامي, كما أن الولايات المتحدة سوف تكون في أغلب الظن المتهم الأول في العدوان سواء أعطت لإسرائيل إشارة مرور خضراء أو حمراء والأخطر من ذلك أنه ما من ضمان بأن القصف الجوي الإسرائيلي سوف يؤدي إلي القضاء علي البرنامج النووي الإيراني الذي يمكن أن يتعطل أو يتوقف, لكنه يمكن أن ينهض من جديد أكثر إصرارا وقوة.
وبرغم مبالغات إيران في تقدير قوتها العسكرية فإن أحدا لا يستطيع أن يتجاهل ردود أفعال إيران المحتملة التي يمكن أن توجه ضربات انتقامية إلي أهداف أمريكية في الخليج والعراق, ويمكن أن تطال إسرائيل بشكل مباشر عبر الصواريخ الإيرانية أو من خلال وكلاء طهران في المنطقة, ومن المؤكد أن ايران سوف تسعي لإغلاق مضيق هرمز ومنع تدفق البترول إلي الغرب لترتفع أسعاره بصورة فلكية تأخذ العالم مرة أخري إلي هوة ركود سحيقة.
ومع الأسف يتجاهل الأمريكيون حقيقة استراتيجية توافق عليها معظم الخبراء الاستراتيجيين تؤكد أن أقصر الطرق لتسوية الملف النووي الإيراني وأقلها كلفة هو الاسراع بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يمكن أن يغير معادلة القوة في الخليج والعالم العربي, ويجعل إيران أكثر ليونة واستعدادا للتفاوض.
الاهرام الأربعاء 26 من صفر 1431 هـ 10 فبراير 2010 السنة 135 العدد 44991
ولم يعد أمام الرئيس الأمريكي أوباما سوي أن يسلك طريق العقوبات برغم المصاعب التي يمكن أن يلقاها مع الصين, فإن الواضح في ضوء التجارب السابقة أن العقوبات الجديدة ربما لاتنتج أثرا قويا يلزم إيران بمراجعة برنامجها النووي, خاصة مع تحفظات دول عديدة, بينها روسيا تريد ضمانات مؤكدة تحول أن تنتج العقوبات آثارا وخيمة علي الشعب الإيراني.
لكن الدخول في مسلسل العقوبات مرة أخري يمكن أن يفتح الطريق الي عمل عسكري تقوم به إسرائيل منفردة أو بالتعاون مع دول الغرب, يستهدف قصف منشآت إيران النووية الأمر الذي يمكن أن يرتب كوارث ضخمة يصعب حصار اثارها, يعتقد كثير من الخبراء الاستراتيجيين أنها تشكل ثمنا فادحا لعمل غير مضمون النتائج, لأن قصف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية سوف يؤدي إلي توحيد جبهة إيران الداخلية المنقسمة علي نفسها, ويلزم المعارضة بأن تقف إلي جوار أحمدي نجاد خاصة أن المعارضة تساند البرنامج النووي الإيراني ولن يترتب علي هذا العمل العسكري سقوط نظام حكم آيات الله الذي ربما يلقي مساندة قوية من الداخل, ويلقي مساندة أخري لا تقل أهمية في الشارعين العربي والإسلامي, كما أن الولايات المتحدة سوف تكون في أغلب الظن المتهم الأول في العدوان سواء أعطت لإسرائيل إشارة مرور خضراء أو حمراء والأخطر من ذلك أنه ما من ضمان بأن القصف الجوي الإسرائيلي سوف يؤدي إلي القضاء علي البرنامج النووي الإيراني الذي يمكن أن يتعطل أو يتوقف, لكنه يمكن أن ينهض من جديد أكثر إصرارا وقوة.
وبرغم مبالغات إيران في تقدير قوتها العسكرية فإن أحدا لا يستطيع أن يتجاهل ردود أفعال إيران المحتملة التي يمكن أن توجه ضربات انتقامية إلي أهداف أمريكية في الخليج والعراق, ويمكن أن تطال إسرائيل بشكل مباشر عبر الصواريخ الإيرانية أو من خلال وكلاء طهران في المنطقة, ومن المؤكد أن ايران سوف تسعي لإغلاق مضيق هرمز ومنع تدفق البترول إلي الغرب لترتفع أسعاره بصورة فلكية تأخذ العالم مرة أخري إلي هوة ركود سحيقة.
ومع الأسف يتجاهل الأمريكيون حقيقة استراتيجية توافق عليها معظم الخبراء الاستراتيجيين تؤكد أن أقصر الطرق لتسوية الملف النووي الإيراني وأقلها كلفة هو الاسراع بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يمكن أن يغير معادلة القوة في الخليج والعالم العربي, ويجعل إيران أكثر ليونة واستعدادا للتفاوض.
الاهرام الأربعاء 26 من صفر 1431 هـ 10 فبراير 2010 السنة 135 العدد 44991
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى