وقائع الخيانة!
صفحة 1 من اصل 1
وقائع الخيانة!
أظن أنها تصبح مصيبة كبري إذا صح ماأعلنته صحيفة الخليج أمس علي لسان رئيس شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان من أن العنصر القيادي في حماس محمود المبحوح.
الذي لقي مصرعه في غرفته في أحد فنادق دبي علي يد فريق اغتيالات يضم أكثر من11 عميلا من الموساد الاسرائيلي كانوا يتابعونه لحظة بلحظة منذ وصوله إلي دبي, قد تعرض لخيانة كبيرة من أحد زملائه المقربين, ينتمي إلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس, كان في الإمارات وقت الحادث وغادرها قبل جريمة الاغتيال بساعات, وتقول شرطة دبي إنه القاتل الحقيقي لأنه هو الذي أعطي عملاء الموساد كل المعلومات المتعلقة بتحركات المبحوح!
صحيح أن الخيانة يمكن أن تحدث في أي مكان, لكن مايثير الدهشة والقلق أنه في معظم جرائم الاغتيال التي ارتكبها الموساد الاسرائيلي ضد كوادر المقاومة الفلسطينية كانت الخيانة غالبا ماتأتي من أقرب الحلقات إلي الضحية, بما يشير إلي وجود اختراق واسع يمكن الموساد الاسرائيلي من تحقيق أهدافه بسهولة ويسر, ويجعله في قلب تطورات الموقف الفلسطيني يعرف كل مايحدث وكل مايستجد أولا بأول, ويساعد علي اصطياد كوادر المقاومة كما يصطاد هواة الصيد العصافير!
وما يضفي علي الصورة أبعادا أكثر خطورة التصريحات التي أدلي بها القيادي في حماس صلاح البردويل التي أعلن فيها أن محمود المبحوح لم يكن يلتزم بأي احتياطيات أمنية وأنه قام بحجز تذاكر رحلته الأخيرة إلي دبي علي الانترنت, وكان يتحدث عن تفاصيلها علنا بالتليفون برغم معرفته بأن الموساد يطارده, وبرغم المهمة الضخمة التي أوكلتها له حماس المتعلقة بنقل الأموال والسلاح من إيران إلي غزة.. فهل كان من المعقول أن يتصرف علي هذا النحو العشوائي قيادي مسئول في حماس يتولي هذه المهام الخطيرة؟!
لقد كان واحدا من أخطاء المقاومة الفلسطينية الجسيمة التي قللت من فاعليتها, أنها لم تضبط أمنها علي نحو صارم يمنع عمليات الاختراق لصفوفها, ويحول دون وصول أفكارها وخططها ونواياها إلي العدو الاسرائيلي وهي لم تزل مجرد كلمات علي الورق, الأمر الذي يتطلب من حماس وغيرها وقفة صارمة مع النفس ومراجعة دقيقة لكل صفوفها قبل أن تسارع باتهام الآخرين أو تهدد بنقل عمليات الانتقام من إسرائيل إلي الخارج.
الاهرام الثلاثاء 9 من ربيع أول 1431 هــ 23 فبراير 2010 السنة 135 العدد 45004
الذي لقي مصرعه في غرفته في أحد فنادق دبي علي يد فريق اغتيالات يضم أكثر من11 عميلا من الموساد الاسرائيلي كانوا يتابعونه لحظة بلحظة منذ وصوله إلي دبي, قد تعرض لخيانة كبيرة من أحد زملائه المقربين, ينتمي إلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس, كان في الإمارات وقت الحادث وغادرها قبل جريمة الاغتيال بساعات, وتقول شرطة دبي إنه القاتل الحقيقي لأنه هو الذي أعطي عملاء الموساد كل المعلومات المتعلقة بتحركات المبحوح!
صحيح أن الخيانة يمكن أن تحدث في أي مكان, لكن مايثير الدهشة والقلق أنه في معظم جرائم الاغتيال التي ارتكبها الموساد الاسرائيلي ضد كوادر المقاومة الفلسطينية كانت الخيانة غالبا ماتأتي من أقرب الحلقات إلي الضحية, بما يشير إلي وجود اختراق واسع يمكن الموساد الاسرائيلي من تحقيق أهدافه بسهولة ويسر, ويجعله في قلب تطورات الموقف الفلسطيني يعرف كل مايحدث وكل مايستجد أولا بأول, ويساعد علي اصطياد كوادر المقاومة كما يصطاد هواة الصيد العصافير!
وما يضفي علي الصورة أبعادا أكثر خطورة التصريحات التي أدلي بها القيادي في حماس صلاح البردويل التي أعلن فيها أن محمود المبحوح لم يكن يلتزم بأي احتياطيات أمنية وأنه قام بحجز تذاكر رحلته الأخيرة إلي دبي علي الانترنت, وكان يتحدث عن تفاصيلها علنا بالتليفون برغم معرفته بأن الموساد يطارده, وبرغم المهمة الضخمة التي أوكلتها له حماس المتعلقة بنقل الأموال والسلاح من إيران إلي غزة.. فهل كان من المعقول أن يتصرف علي هذا النحو العشوائي قيادي مسئول في حماس يتولي هذه المهام الخطيرة؟!
لقد كان واحدا من أخطاء المقاومة الفلسطينية الجسيمة التي قللت من فاعليتها, أنها لم تضبط أمنها علي نحو صارم يمنع عمليات الاختراق لصفوفها, ويحول دون وصول أفكارها وخططها ونواياها إلي العدو الاسرائيلي وهي لم تزل مجرد كلمات علي الورق, الأمر الذي يتطلب من حماس وغيرها وقفة صارمة مع النفس ومراجعة دقيقة لكل صفوفها قبل أن تسارع باتهام الآخرين أو تهدد بنقل عمليات الانتقام من إسرائيل إلي الخارج.
الاهرام الثلاثاء 9 من ربيع أول 1431 هــ 23 فبراير 2010 السنة 135 العدد 45004
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى