انضباط المدارس؟
صفحة 1 من اصل 1
انضباط المدارس؟
كنت ولا أزال أعتقد أن عودة الانضباط الي المدرسة المصرية أولوية مهمة ينبغي أن تسبق كل الأولويات الأخري بما في ذلك تطوير المناهج وإدخال الحاسب الإلكتروني والاهتمام بالنشاط المدرسي الذي يساعد علي تنمية مهارات التلاميذ وقدراتهم,
وتغيير طرق التدريس لتعويد التلميذ استخدام عقله ومخيلته بدلا من الحفظ والتلقين والاستظهار, لأنه في غيبة الانضباط المدرسي لايمكن إنجاز أي من هذه المهام ويتحول أي جهد في هذا المجال الي مجرد حرث في البحر لا فائدة ترجي من ورائه.
ولا أدعي أنني اخترعت جديدا بهذه الرؤية التي عبر عنها كثيرون وعبرت عنها في أكثر من مقال مطالبا القائمين علي أمور التربية والتعليم خاصة وزيرها السابق بأن يتمهل في إجراء أية تعديلات تتعلق بتطوير المناهج أو إصلاحها الي أن تتم استعادة دور المدرسة التي فقدت معناها ومغزاها بسبب غياب الانضباط وفوضي الحضور, خاصة من جانب المدرسين الذين يأتون الي المدرسة في الأغلب مرهقين لايستطيعون القيام بواجباتهم لأنهم يسهرون طوال الليل في اللف علي بيوت التلاميذ إلي حد تحولت معه المدرسة الي مجرد مكان يتم فيه التعاقد بين المدرسين والتلاميذ علي حصص الدروس الخصوصية لتنهي مهمتها في شهر مارس تطبيقا لشعار جديد بعد مارس مفيش مدارس.
وعندما تولي الدكتور أحمد زكي بدر مسئولية الوزارة أخيرا تمنيت عليه في أكثر من لقاء أن يكرس جهده لإعادة الانضباط الي المدرسة, لأن ذلك هو نقطة البداية لأي اصلاح حقيقي للتعليم, وأن يأخذ هذا الهدف علي عاتقه, ألا يأبه بالانتقادات الكثيرة التي سوف تحاصره قبل أن يبدأ كي تجعله يؤثر السلامة ويصرف النظر عن المهمة الوحيدة الصحيحة التي ينبغي أن يضطلع بها..
وأتذكر أنني قلت له وسط حشد مهم من رجال التعليم في مدينة شبين الكوم:
سوف يشبعونك نقدا قاسيا وربما يشهرون بسياساتك, لكن البيت المصري سوف يصفق لك كثيرا إذا نجحت في إعادة الانضباط الي المدرسة المصرية.
والواضح أن الوزير يحقق نجاحات متتابعة علي هذا الطريق من خلال زياراته المفاجئة للمدارس وقراراته الصارمة التي تضع الجميع أمام مسئولياتهم وتذكرهم بأن مرحلة جديدة مختلفة في النظام التعليمي قد بدأت وسوف تستمر, لكنني أود لو أن الوزير نجح في أن يصل إلي عقول وقلوب أولياء أمور التلاميذ لاقناعهم بأن المدرسة المنضبطة في صالح الأسرة المصرية لأنها سوف توفر عليها جزءا ضخما من أعباء الدروس الخصوصية.{
الاهرام الخميس 16 من ربيع الاخر 1431هــ 1 ابريل 2010 السنة 134 العدد 45041
وتغيير طرق التدريس لتعويد التلميذ استخدام عقله ومخيلته بدلا من الحفظ والتلقين والاستظهار, لأنه في غيبة الانضباط المدرسي لايمكن إنجاز أي من هذه المهام ويتحول أي جهد في هذا المجال الي مجرد حرث في البحر لا فائدة ترجي من ورائه.
ولا أدعي أنني اخترعت جديدا بهذه الرؤية التي عبر عنها كثيرون وعبرت عنها في أكثر من مقال مطالبا القائمين علي أمور التربية والتعليم خاصة وزيرها السابق بأن يتمهل في إجراء أية تعديلات تتعلق بتطوير المناهج أو إصلاحها الي أن تتم استعادة دور المدرسة التي فقدت معناها ومغزاها بسبب غياب الانضباط وفوضي الحضور, خاصة من جانب المدرسين الذين يأتون الي المدرسة في الأغلب مرهقين لايستطيعون القيام بواجباتهم لأنهم يسهرون طوال الليل في اللف علي بيوت التلاميذ إلي حد تحولت معه المدرسة الي مجرد مكان يتم فيه التعاقد بين المدرسين والتلاميذ علي حصص الدروس الخصوصية لتنهي مهمتها في شهر مارس تطبيقا لشعار جديد بعد مارس مفيش مدارس.
وعندما تولي الدكتور أحمد زكي بدر مسئولية الوزارة أخيرا تمنيت عليه في أكثر من لقاء أن يكرس جهده لإعادة الانضباط الي المدرسة, لأن ذلك هو نقطة البداية لأي اصلاح حقيقي للتعليم, وأن يأخذ هذا الهدف علي عاتقه, ألا يأبه بالانتقادات الكثيرة التي سوف تحاصره قبل أن يبدأ كي تجعله يؤثر السلامة ويصرف النظر عن المهمة الوحيدة الصحيحة التي ينبغي أن يضطلع بها..
وأتذكر أنني قلت له وسط حشد مهم من رجال التعليم في مدينة شبين الكوم:
سوف يشبعونك نقدا قاسيا وربما يشهرون بسياساتك, لكن البيت المصري سوف يصفق لك كثيرا إذا نجحت في إعادة الانضباط الي المدرسة المصرية.
والواضح أن الوزير يحقق نجاحات متتابعة علي هذا الطريق من خلال زياراته المفاجئة للمدارس وقراراته الصارمة التي تضع الجميع أمام مسئولياتهم وتذكرهم بأن مرحلة جديدة مختلفة في النظام التعليمي قد بدأت وسوف تستمر, لكنني أود لو أن الوزير نجح في أن يصل إلي عقول وقلوب أولياء أمور التلاميذ لاقناعهم بأن المدرسة المنضبطة في صالح الأسرة المصرية لأنها سوف توفر عليها جزءا ضخما من أعباء الدروس الخصوصية.{
الاهرام الخميس 16 من ربيع الاخر 1431هــ 1 ابريل 2010 السنة 134 العدد 45041
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى