الفقراء لا يأكلون البتلو!
صفحة 1 من اصل 1
الفقراء لا يأكلون البتلو!
سوف نقاطع اللحم شهرا أو شهرين, كما يريد محافظ الجيزة, وأظن أن هذه المقاطعة باتت أمرا ضروريا لوقف جشع مافيا احتكار اللحوم, لكن الأزمة لن تجد حلها الصحيح إلا في إطار رؤية جديدة توفر للمصريين وجبة مصرية عادلة التكاليف, تعتمد علي السمك والدواجن والبيض والبروتين النباتي خاصة الفول, التي ينبغي أن يحكم إنتاجها رؤية متكاملة تحقق الاكتفاء الذاتي من هذه السلع,
لأننا لسنا دولة مراعي يمكن أن تنتج لحوما معقولة الثمن, بسبب محدودية المساحة المزروعة التي يتصارع عليها الإنسان والحيوان, وإرتفاع كلفة الزراعة المصرية إلي حدود غير معقولة دون أن تنتبه الحكومة لمخاطر هذا الارتفاع علي أزمة الغذاء في مصر في المستقبل القريب!
ولأننا نعيش مجتمعا تستطيع فيه القلة الثرية أن تشتري السلع التي تريدها بأي ثمن سوف يتواصل ارتفاع أسعار اللحوم البلدية علي نحو متزايد, بينما تصرخ عناوين الصحف, كما تصرخ منذ ثلاثة عقود: أين مشروع البتلو الذي تجاوز سعره80 جنيها للكيلو المشفي من القطع الخلفية, ويمكن أن يصل إلي مائة جنيه, لكن الفقراء لا يأكلون البتلو, ولا يعرفون قطعه الخلفية المشفاة!
الفقراء يأكلون في أحسن الأحوال, وفي ظروف جد خاصة لحوم الأبقار والجاموس العجوزة, ويأكلون اللحم المستورد إن أفاء الله عليهم ببعض السعة, وهم لا يأكلون اللحم صافيا, ولكنهم يأكلونه مخلوطا في صورة كفتة الأرز أو بعض النتف الصغيرة التي لا تتجاوز بضعة جرامات.. ومنذ تخلت الدولة عن دورها وتركت مجال استيراد اللحوم بالكامل مهما يكن تواضع درجاتها للقطاع الخاص, ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة المقبلة من الأرجنتين والبرازيل والهند وإثيوبيا والسودان, وسوف ترتفع أكثر من ذلك بسبب مافيا استيراد اللحوم التي يعرف الجميع أسماء أفرادها فردا فردا, لأن في الحكومة من يرفض التصديق أن قوانين السوق في مصر مجرد وهم كبير بسبب سيطرة مافيا الاحتكار علي كل السلع الأساسية, وغياب تطبيق القانون.
وأظن أننا مررنا بعدد ضخم من التجارب تفرض ضرورة إعادة النظر في دور الدولة في مجتمع مثل مصر, بحيث تتولي الدولة شراء, وتسويق بعض المواد الأساسية أو جزء منها لتكسر دائرة الاحتكار, ولا أظن أن مصر ستعود دولة اشتراكية إذا عادت هيئة السلع التموينية لاستيراد لحوم الفقراء, وأقماح الفقراء وزيوت الفقراء لوقف هذا الغلاء الطاحن.
لأننا لسنا دولة مراعي يمكن أن تنتج لحوما معقولة الثمن, بسبب محدودية المساحة المزروعة التي يتصارع عليها الإنسان والحيوان, وإرتفاع كلفة الزراعة المصرية إلي حدود غير معقولة دون أن تنتبه الحكومة لمخاطر هذا الارتفاع علي أزمة الغذاء في مصر في المستقبل القريب!
ولأننا نعيش مجتمعا تستطيع فيه القلة الثرية أن تشتري السلع التي تريدها بأي ثمن سوف يتواصل ارتفاع أسعار اللحوم البلدية علي نحو متزايد, بينما تصرخ عناوين الصحف, كما تصرخ منذ ثلاثة عقود: أين مشروع البتلو الذي تجاوز سعره80 جنيها للكيلو المشفي من القطع الخلفية, ويمكن أن يصل إلي مائة جنيه, لكن الفقراء لا يأكلون البتلو, ولا يعرفون قطعه الخلفية المشفاة!
الفقراء يأكلون في أحسن الأحوال, وفي ظروف جد خاصة لحوم الأبقار والجاموس العجوزة, ويأكلون اللحم المستورد إن أفاء الله عليهم ببعض السعة, وهم لا يأكلون اللحم صافيا, ولكنهم يأكلونه مخلوطا في صورة كفتة الأرز أو بعض النتف الصغيرة التي لا تتجاوز بضعة جرامات.. ومنذ تخلت الدولة عن دورها وتركت مجال استيراد اللحوم بالكامل مهما يكن تواضع درجاتها للقطاع الخاص, ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة المقبلة من الأرجنتين والبرازيل والهند وإثيوبيا والسودان, وسوف ترتفع أكثر من ذلك بسبب مافيا استيراد اللحوم التي يعرف الجميع أسماء أفرادها فردا فردا, لأن في الحكومة من يرفض التصديق أن قوانين السوق في مصر مجرد وهم كبير بسبب سيطرة مافيا الاحتكار علي كل السلع الأساسية, وغياب تطبيق القانون.
وأظن أننا مررنا بعدد ضخم من التجارب تفرض ضرورة إعادة النظر في دور الدولة في مجتمع مثل مصر, بحيث تتولي الدولة شراء, وتسويق بعض المواد الأساسية أو جزء منها لتكسر دائرة الاحتكار, ولا أظن أن مصر ستعود دولة اشتراكية إذا عادت هيئة السلع التموينية لاستيراد لحوم الفقراء, وأقماح الفقراء وزيوت الفقراء لوقف هذا الغلاء الطاحن.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى