متي يجيء بشار؟!
صفحة 1 من اصل 1
متي يجيء بشار؟!
مانعرفه عن العلاقات بين الأشقاء, أنه مهما تنافرت المواقف وتباينت أوجه النظر المختلفة, فإن الحل الصحيح أن تجلس الأطراف المختلفة معا كي تناقش بصراحة أوجه الخلاف وفرص التوافق, خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالعلاقات المصرية السورية .
لأننا لسنا ازاء قطيعة أبدية حتي لو طال خصام الأنظمة, لأن الذي بين الشعبين المصري والسوري أكبر كثيرا من أي خلافات آنية, إلا أن يكون الرئيس بشار غير راغب في الحوار لأسباب تخصه فهذا شأنه, أو يكون قد وعد بزيارة القاهرة في إطار نوع من المجاملة سدادا للواجب, علي عادة العرب في تبويس اللحي واللقاء بالأحضان, لكن ما في القلب في القلب ولكل رؤيته وحساباته.
وواقع الحال أن القاهرة ليس لها مطلب خاص من الرئيس بشار, لكنها تريد أن تسأل السوريين, إن كان صحيحا أنكم ترون في الانشقاق الفلسطيني الراهن بين فتح وحماس خطرا علي القضية الفلسطينية, فلماذا لاتنضم دمشق إلي جهود المصالحة وتساعد علي سد هذه الفجوة ؟! إلا أن يكون هناك طرف آخر يهمه الإبقاء علي هذا الخلاف دون حل لحسابات إقليمية غير عربية, ترهن قضية فلسطين لصالح ملفات أخري, ولاتضع في اعتبارها أن أمن غزة جزء من الأمن المصري, تماما كما هو حال أمن لبنان الذي تعتبره دمشق جزءا من الأمن السوري رغم فارق القياس في الحالين.... ومايزيد من صعوبة فهم الموقف السوري أسئلة عديدة تطرح نفسها بقوة دون جواب.... لماذا تجافي دمشق القاهرة علي حين تتحمس لوساطة تركيا مع إسرائيل تعرف دمشق أبعادها جيدا, وتفرح لذوبان الجليد في علاقاتها مع أوروبا وهي تعرف جيدا ماذا يريد الأوروبيون من دمشق, ولا أظن أن افتعال مشكلة مع القاهرة بين الحين والآخر بساعد علي إبراز صورة سوريا باعتبارها نصيرا للمقاومة لأن العبرة بالأعمال وليس الشعارات, خاصة أن أحدا لايستطيع أن يعترض علي حق سوريا في تحرير أرضها بقوة السلاح, وأظن أن هذه المواقف الملتبسة تخدم فقط خطة إسرائيل في تقويض أي جهود لإصلاح صورة الموقف السوري وقطع الطريق علي تحسين علاقات دمشق بالولايات المتحدة الذي يشكل هدفا استراتيجيا أساسيا للرئيس بشار تحاول إسرائيل إفساده كل السبل!
ولأن مايربط المصريين والسوريين أكبر من كل هذه الألاعيب, فسوف تظل مصر تؤازر حق سوريا في استعادة كامل الجولان وتري في دمشق نصفها الآخر, لأنه إن كان صحيحا أنه لاحرب بدون مصر فالصحيح أيضا أنه لاسلام بدون دمشق.
الاهرام الأحد 11من جمادى الاولى 1431هـــ 25 ابريل 2010 السنة 134 العدد 45065
لأننا لسنا ازاء قطيعة أبدية حتي لو طال خصام الأنظمة, لأن الذي بين الشعبين المصري والسوري أكبر كثيرا من أي خلافات آنية, إلا أن يكون الرئيس بشار غير راغب في الحوار لأسباب تخصه فهذا شأنه, أو يكون قد وعد بزيارة القاهرة في إطار نوع من المجاملة سدادا للواجب, علي عادة العرب في تبويس اللحي واللقاء بالأحضان, لكن ما في القلب في القلب ولكل رؤيته وحساباته.
وواقع الحال أن القاهرة ليس لها مطلب خاص من الرئيس بشار, لكنها تريد أن تسأل السوريين, إن كان صحيحا أنكم ترون في الانشقاق الفلسطيني الراهن بين فتح وحماس خطرا علي القضية الفلسطينية, فلماذا لاتنضم دمشق إلي جهود المصالحة وتساعد علي سد هذه الفجوة ؟! إلا أن يكون هناك طرف آخر يهمه الإبقاء علي هذا الخلاف دون حل لحسابات إقليمية غير عربية, ترهن قضية فلسطين لصالح ملفات أخري, ولاتضع في اعتبارها أن أمن غزة جزء من الأمن المصري, تماما كما هو حال أمن لبنان الذي تعتبره دمشق جزءا من الأمن السوري رغم فارق القياس في الحالين.... ومايزيد من صعوبة فهم الموقف السوري أسئلة عديدة تطرح نفسها بقوة دون جواب.... لماذا تجافي دمشق القاهرة علي حين تتحمس لوساطة تركيا مع إسرائيل تعرف دمشق أبعادها جيدا, وتفرح لذوبان الجليد في علاقاتها مع أوروبا وهي تعرف جيدا ماذا يريد الأوروبيون من دمشق, ولا أظن أن افتعال مشكلة مع القاهرة بين الحين والآخر بساعد علي إبراز صورة سوريا باعتبارها نصيرا للمقاومة لأن العبرة بالأعمال وليس الشعارات, خاصة أن أحدا لايستطيع أن يعترض علي حق سوريا في تحرير أرضها بقوة السلاح, وأظن أن هذه المواقف الملتبسة تخدم فقط خطة إسرائيل في تقويض أي جهود لإصلاح صورة الموقف السوري وقطع الطريق علي تحسين علاقات دمشق بالولايات المتحدة الذي يشكل هدفا استراتيجيا أساسيا للرئيس بشار تحاول إسرائيل إفساده كل السبل!
ولأن مايربط المصريين والسوريين أكبر من كل هذه الألاعيب, فسوف تظل مصر تؤازر حق سوريا في استعادة كامل الجولان وتري في دمشق نصفها الآخر, لأنه إن كان صحيحا أنه لاحرب بدون مصر فالصحيح أيضا أنه لاسلام بدون دمشق.
الاهرام الأحد 11من جمادى الاولى 1431هـــ 25 ابريل 2010 السنة 134 العدد 45065
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى