بشار‏..‏هل هو إصلاحي؟‏!‏

تتواصل مظاهرات الاحتجاج في سوريا وتزداد عنفا بعد أن كسر السوريون حاجز الخوف, وثمة أنباء تؤكد أن عدد الضحايا خلال الأسبوعين الماضيين قد جاوز70 شهيدا, بعد أن أخفق خطاب الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب في اقناع الشارع السوري بجدية رغبته في الإصلاح, وخيب آمال كثيرين كانوا يتوقعون أن يعلن الرئيس بشار في خطابه عن الغاء قانون الطواريء واصدار قانون جديد للأحزاب, والإفراج الفوري عن آلاف المعتقلين, وتغيير الدستور, خاصة مادته الثامنة التي تعطي لحزب البعث حق احتكار السلطة باعتباره الحزب القائد للدولة والمجتمع!.
لكن الرئيس بشار آثر أن يكون خطابه دلالة علي قوة الحكم لا ينطوي علي أي تنازلات, مركزا علي وجود مؤامرة كبري تستهدف تقويض صمود سوريا ضد الأمريكيين والإسرائيليين يقوم بتنفيذها عصابات مأجورة مسلحة يشارك فيها أردنيون وفلسطينيون, هي التي تسببت في الأحداث الدامية التي وقعت في درعا واللاذقية ودمشق وعدد آخر من المدن السورية!.
وما يزيد من عمق الفجوة بين الحكم والشارع, أن الرئيس بشاروعد بهذه الإصلاحات عام2000 فور مجيئه إلي الحكم فيما عرف بربيع دمشق الذي لم يستمر شهورا, ثم عاد ليكرر وعده عام2005 بعد أن سحب قواته من لبنان تحت ضغوط مجلس الأمن,لكنه لم ينفذ شيئا من وعوده برغم نجاحه في التخلص من معظم أفراد الحرس القديم الذين ورثهم عن والده.., عندما خرجت مساعدته بثينة شعبان أخيرا لتعلن أن الرئيس بشار يؤكد حق التظاهر السلمي, وأنه أمر بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين, لم تمض ساعات محدودة حتي سقط العشرات من المتظاهرين في شوارع المدن السورية برصاص قوات الأمن.
وفي واشنطن تتعرض وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري لحملة سخرية حادة, لأنها وصفت الرئيس بشار بأنه زعيم إصلاحي, نقلا عن السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ, كما تتعرض سياسات الرئيس أوباما تجاه سوريا لانتقادات حادة لأنها تتغافل عن أفعال النظام السوري في لبنان وعلاقاته بحزب الله, وتداهن الرئيس بشار علي أمل أن تنجح في فض علاقات التحالف بين طهران ودمشق وهو عشم إبليس في الجنة كما يقولون, وتتزايد مطالب الكونجرس بضرورة أن تتخذ إدارة أوباما موقفا أكثر تشددا تجاه دمشق بعد ارتفاع عدد الضحايا القتلي بين المتظاهرين.

الأهرام الأثنين 4 ابريل 2011 السنة 135 العدد