اعتراف من دافوس
صفحة 1 من اصل 1
اعتراف من دافوس
اعتراف من دافوس لأكثر من30 عاما ومنذ نشأته ظل المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس القلعة القوية التي تدافع عن الليبرالية الاقتصادية بمفهومها التقليدي الذي يعتقد أن تدخل الدولة في الشأن
الاقتصادي يضر بأكثر مما يفيد لأنه يقيد الحوافز والابتكار والمنافسة, ويلزم المشروع الفردي أن يذعن لبيروقراطية منعدمة الخيال بطيئة الفهم والحركة كل ما يهمها روتين العمل وتسوية الأوراق داخل الملفات, لكنها غالبا ما تكون فاسدة تختلق المشاكل والعقبات كي تبرر دورها أو تحصل دون وجه حق علي المنافع والرشاوي والمكاسب, وغالبا ما يأتي تدخلها بعكس المطلوب, لأن السوق تستطيع بفعل قوانينها في العرض والطلب أن تنظم نفسها بنفسها دون حاجة لتدخل من خارجها, وعادة ما يكون عمل السوق أكمل من عمل البيروقراطية التي تعتمد في تدخلها علي قدرتها علي إصدار الأوامر, أما قوانين السوق فتكاد تفعل ما يفعله قانون الانتخاب الطبيعي حيث تكون الحياة للأبقي والأقوي والأقدر علي الابتكار والمنافسة.
ومن داخل هذه القلعة الحصينة التي تجمع كل عام الساسة والاقتصاديين ورجال الدولة وفلاسفة الاقتصاد الحر ورؤساء البنوك الكبري وكبار رجال الأعمال الذين يملكون ويديرون المؤسسات المالية العملاقة العابرة للقارات, خرج مفهوم العولمة الذي يهدم حواجز الجغرافيا وينادي بالسماوات المفتوحة ويدعو إلي حرية عبور الأموال والأشخاص والأفكار والبضائع دون أية قيود حمائية لأن ذلك يحقق صالح المستهلك في أي مكان.. وغالبا ما كانت توصيات دافوس تشكل صورة المستقبل الاقتصادي القريب للاقتصاد العالمي, ولم يكن ليعارض دافوس سوي بعض جماعات المثقفين وأنصار حقوق الانسان وبعض النشطاء اليساريين في عدد من جمعيات المجتمع المدني في أوروبا وأمريكا,. تخرج للتظاهر كل عام علي أبواب المنتدي الاقتصادي, تحذر من توحش الرأسمالية الجديدة وخطرها المدمر علي العالم أجمع في ظل تمدد قوة ونفوذ المؤسسات المالية العابرة للقارات وفسادها المتزايد.
وبرغم الأزمة المالية التي تعصف بالعالم أجمع بسبب المؤسسات المالية العابرة للقارات التي سوقت ديونا باهظة مسمومة في العالم أجمع, ظلت دافوس علي موقفها التقليدي تعتبر العولمة قانونا صحيحا غير قابل للنقض, فقط هذا العام كان التوجه الغالب في دافوس أن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة وأن العولمة تحتاج إلي إصلاح جذري كي يستفيد منها الفقراء والأغنياء وأن دور الدولة مطلوب وأساسي لكبح مخاطر الليبرالية المطلقة قبل أن تزداد توحشا.
الاهرام الأربعاء 19من صفر 1431 هـ 3 فبراير 2010 السنة 135 العدد 44984
الاقتصادي يضر بأكثر مما يفيد لأنه يقيد الحوافز والابتكار والمنافسة, ويلزم المشروع الفردي أن يذعن لبيروقراطية منعدمة الخيال بطيئة الفهم والحركة كل ما يهمها روتين العمل وتسوية الأوراق داخل الملفات, لكنها غالبا ما تكون فاسدة تختلق المشاكل والعقبات كي تبرر دورها أو تحصل دون وجه حق علي المنافع والرشاوي والمكاسب, وغالبا ما يأتي تدخلها بعكس المطلوب, لأن السوق تستطيع بفعل قوانينها في العرض والطلب أن تنظم نفسها بنفسها دون حاجة لتدخل من خارجها, وعادة ما يكون عمل السوق أكمل من عمل البيروقراطية التي تعتمد في تدخلها علي قدرتها علي إصدار الأوامر, أما قوانين السوق فتكاد تفعل ما يفعله قانون الانتخاب الطبيعي حيث تكون الحياة للأبقي والأقوي والأقدر علي الابتكار والمنافسة.
ومن داخل هذه القلعة الحصينة التي تجمع كل عام الساسة والاقتصاديين ورجال الدولة وفلاسفة الاقتصاد الحر ورؤساء البنوك الكبري وكبار رجال الأعمال الذين يملكون ويديرون المؤسسات المالية العملاقة العابرة للقارات, خرج مفهوم العولمة الذي يهدم حواجز الجغرافيا وينادي بالسماوات المفتوحة ويدعو إلي حرية عبور الأموال والأشخاص والأفكار والبضائع دون أية قيود حمائية لأن ذلك يحقق صالح المستهلك في أي مكان.. وغالبا ما كانت توصيات دافوس تشكل صورة المستقبل الاقتصادي القريب للاقتصاد العالمي, ولم يكن ليعارض دافوس سوي بعض جماعات المثقفين وأنصار حقوق الانسان وبعض النشطاء اليساريين في عدد من جمعيات المجتمع المدني في أوروبا وأمريكا,. تخرج للتظاهر كل عام علي أبواب المنتدي الاقتصادي, تحذر من توحش الرأسمالية الجديدة وخطرها المدمر علي العالم أجمع في ظل تمدد قوة ونفوذ المؤسسات المالية العابرة للقارات وفسادها المتزايد.
وبرغم الأزمة المالية التي تعصف بالعالم أجمع بسبب المؤسسات المالية العابرة للقارات التي سوقت ديونا باهظة مسمومة في العالم أجمع, ظلت دافوس علي موقفها التقليدي تعتبر العولمة قانونا صحيحا غير قابل للنقض, فقط هذا العام كان التوجه الغالب في دافوس أن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة وأن العولمة تحتاج إلي إصلاح جذري كي يستفيد منها الفقراء والأغنياء وأن دور الدولة مطلوب وأساسي لكبح مخاطر الليبرالية المطلقة قبل أن تزداد توحشا.
الاهرام الأربعاء 19من صفر 1431 هـ 3 فبراير 2010 السنة 135 العدد 44984
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى