أشدود بدلا من غزة!
صفحة 1 من اصل 1
أشدود بدلا من غزة!
عندما تفقد اسرائيل القدرة علي تقديم حجة مقنعة تبرر أيا من خطاياها الجسيمة, تعود لتتحصن في قصة العداء للسامية, تتهم الجميع بكراهية اسرائيل ومعاداتها ليس نتيجة جرائمها الوحشية.
ولكن بدوافع أفكار مسبقة تنطوي علي عداء مسبق, وهذا مايكرره بنيامين نيتانياهو الذي يدعي أن سفن أسطول الحرية كانت عملا استفزازيا عدائيا, لأنه لو كان هدف هؤلاء ايصال المعونات إلي الشعب الفلسطيني في غزة, لكان عليهم أن يمتثلوا لمطلب اسرائيل, ويفرغوا شحناتهم في ميناء أشدود, مع التزام اسرائيل بتوصيل المعونات إلي أهل القطاع بعد تفتيشها, خوفا من أن يكون هناك من دس داخلها أسلحة وذخائر وصواريخ, خاصة أن طهران تعتزم تحويل غرة إلي ميناء لتهريب السلاح إلي داخل فلسطين المحتلة!
والغريب أن الأمريكيين يناصرون الفكرة ويحبذونها كي تصبح أشدود وجهة سفن الإغاثة بدلا من غزة, علي حين تعرف اسرائيل وتعرف الولايات المتحدة أن الهدف من هذه السفن التي تغامر من أجل الوصول إلي غزة, ليس مجرد ارسال بضعة آلاف من أطنان المعونة الغذائية والدوائية إلي القطاع مع أهمية ذلك وضرورته, ولكن تحقيق التماس والتواصل مع الشعب الفلسطيني المحاصر في هذا السجن الكبير الذي يضم أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني, واشعارهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذا الحصار الظالم الذي استمر أربع سنوات, وأن هناك من يتعاطف معهم, وأن علي المجتمع الدولي رفع الحصار علي الفور خاصة أنه لم يحقق شيئا, لم يطوع ارادة حماس التي استثمرت الحصار لتجعل الشعب الفلسطيني رهينة قبضتها المنفردة, وهذا ما لا تريده اسرائيل وتسايره واشنطن, ولهذا السبب يتعاون الجانبان علي تغيير العنوان بحيث يصبح أشدود بدلا من غزة, ولو أن الأمريكيين انصفوا أنفسهم وأنصفوا الحقيقة لوجب عليهم الزام اسرائيل السماح للسفن بعد تفتيشها بالتوجه إلي قطاع غزة.
وإذا كان صحيحا أنه في قلب كل مأساة يمكن أن نجد فرصة لرؤية جديدة مغايرة أكثر جدوي, فالفرصة سانحة الآن أمام واشنطن كي تعيد النظر في سياساتها إزاء القطاع, ترفع الحصار وتبدأ الحوار مع حماس, وتبذل جهدا كافيا لطمأنتها إلي امكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في غضون عامين, وتعمل علي تعزيز فرص الحوار بين حماس وفتح بدلا من معارضته, وترسل مبعوثها الخاص جورج ميتشيل إلي غزة لعله يجد نافذة جديدة تطل علي طريق جديد بدلا من طريق الآلام والدماء والهدم الذي تسلكه اسرائيل الآن, رغم أنها يمكن أن تكون أولي ضحاياه.
الاهرام الثلاثاء 25 من جمادى الاخرة 1431 هــ 8 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45109
ولكن بدوافع أفكار مسبقة تنطوي علي عداء مسبق, وهذا مايكرره بنيامين نيتانياهو الذي يدعي أن سفن أسطول الحرية كانت عملا استفزازيا عدائيا, لأنه لو كان هدف هؤلاء ايصال المعونات إلي الشعب الفلسطيني في غزة, لكان عليهم أن يمتثلوا لمطلب اسرائيل, ويفرغوا شحناتهم في ميناء أشدود, مع التزام اسرائيل بتوصيل المعونات إلي أهل القطاع بعد تفتيشها, خوفا من أن يكون هناك من دس داخلها أسلحة وذخائر وصواريخ, خاصة أن طهران تعتزم تحويل غرة إلي ميناء لتهريب السلاح إلي داخل فلسطين المحتلة!
والغريب أن الأمريكيين يناصرون الفكرة ويحبذونها كي تصبح أشدود وجهة سفن الإغاثة بدلا من غزة, علي حين تعرف اسرائيل وتعرف الولايات المتحدة أن الهدف من هذه السفن التي تغامر من أجل الوصول إلي غزة, ليس مجرد ارسال بضعة آلاف من أطنان المعونة الغذائية والدوائية إلي القطاع مع أهمية ذلك وضرورته, ولكن تحقيق التماس والتواصل مع الشعب الفلسطيني المحاصر في هذا السجن الكبير الذي يضم أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني, واشعارهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذا الحصار الظالم الذي استمر أربع سنوات, وأن هناك من يتعاطف معهم, وأن علي المجتمع الدولي رفع الحصار علي الفور خاصة أنه لم يحقق شيئا, لم يطوع ارادة حماس التي استثمرت الحصار لتجعل الشعب الفلسطيني رهينة قبضتها المنفردة, وهذا ما لا تريده اسرائيل وتسايره واشنطن, ولهذا السبب يتعاون الجانبان علي تغيير العنوان بحيث يصبح أشدود بدلا من غزة, ولو أن الأمريكيين انصفوا أنفسهم وأنصفوا الحقيقة لوجب عليهم الزام اسرائيل السماح للسفن بعد تفتيشها بالتوجه إلي قطاع غزة.
وإذا كان صحيحا أنه في قلب كل مأساة يمكن أن نجد فرصة لرؤية جديدة مغايرة أكثر جدوي, فالفرصة سانحة الآن أمام واشنطن كي تعيد النظر في سياساتها إزاء القطاع, ترفع الحصار وتبدأ الحوار مع حماس, وتبذل جهدا كافيا لطمأنتها إلي امكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في غضون عامين, وتعمل علي تعزيز فرص الحوار بين حماس وفتح بدلا من معارضته, وترسل مبعوثها الخاص جورج ميتشيل إلي غزة لعله يجد نافذة جديدة تطل علي طريق جديد بدلا من طريق الآلام والدماء والهدم الذي تسلكه اسرائيل الآن, رغم أنها يمكن أن تكون أولي ضحاياه.
الاهرام الثلاثاء 25 من جمادى الاخرة 1431 هــ 8 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45109
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى