البابا وسناء السعيد

السيدة سناء السعيد صحفية مصرية متميزة‏,‏ تملك قدرة مهنية عالية تعطي أعمالها الصحفية مذاقا وتفردا خاصا‏,‏ وتملك فوق ذلك حسا وطنيا يقظا ونفسا عالية الإباء وصفاء شفافا يجعلها كتلة من ضمير حي تمشي علي ساقين‏,‏ وبقدر العلاقات العميقة التي ربطتها بالبابا شنودة كانت تربطها علاقات مماثلة مع الإمام الراحل الشيخ سيد طنطاوي‏,‏ وقد حاورت سناء الاثنين كثيرا‏,‏ في أحاديث عميقة تناولت علاقة الدين بالسياسة‏,‏ وأين يلتقي ويفترق المطلق والنسبي‏,‏ وعلاقة الأقباط بالمسلمين في مصر المحروسة‏,‏ ولماذا تتزايد احداث الف
جمعت سناء السعيد أحاديثها المهمة والمتنوعة مع البابا شنودة ـ الذي يستريح لأحاديثها برغم أسئلتها الشائكة ـ في كتاب أنيق صدر عن الهيئة المصرية للكتاب‏,‏ وقدم له الصديق الوزير د‏.‏حمدي زقزوق‏,‏ يكاد يكون سجلا شاملا لرؤي وأفكار البابا شنودة في مختلف القضايا الوطنية والقومية‏,‏ كما ينقل الينا الكتاب في شفافية كاملة أبعادا عديدة في شخصية البابا بما يملكه من علم وافر وحكمة عميقة ومعرفة واسعة بثقافة الإسلام‏,‏ وروح فكاهة مرحة تعبر عن مصريته الخالصة‏.‏
وتبلور عناوين فصول كتاب البابا شنودة بين الدين والسياسة خلاصة فكر البابا كما سجلته سناء السعيد‏,‏ لنكتشف من خلالها عمق ايمان هذا الرجل الكبير بوحدة مصر الوطنية وقدرتها الخلاقة علي اجتياز المصاعب‏,‏ كما نكتشف عمق خبرته الدنيوية وذكاءه الحاد الذي يجعله يصر علي ضرورة ان يمتنع أقباط مصر عن زيارة القدس إلا ان يدخلوها مع اخوانهم المسلمين‏,‏ ويعتقد ـ وهو القبطي المتسامح ـ ان منطق القوة لا يردعه سوي قوة مضادة في قضية احتلال الوطن‏.‏ وان التفاوض دون سند من قوة مضيعة للوقت والجهد‏,‏ وان السلام يظل هدفا ضائعا إن استمر العرب علي فرقتهم الراهنة‏,‏ وان تعايش أقباط مصر مع مسلميها ينتعش بالتراضي والمودة لأن اللجوء للخارج لايعزز الانتماء الوطني‏.‏

الاهرام الأربعاء 14 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45145