عالم أقل إنسانية واكتراثا!
صفحة 1 من اصل 1
عالم أقل إنسانية واكتراثا!
هل جفت المشاعر الانسانية في عالمنا, واصبح المجتمع الدولي اكثر قسوة وأقل تعاطفا مع الكوارث الانسانية الضخمة التي تصيب دولا وشعوبا لا تملك امكانيات مواجهة هذه الكوارث او التخفيف من آثارها, كما حدث في باكستان اخيرا.
التي لم يزد حجم المساعدات العالمية التي وصلتها بعد مرور اسبوعين علي كارثة الفيضانات علي45 مليون دولار, رغم انها الكارثة الاعظم في عالمنا التي شردت اكثر من14 مليون نسمة, ودمرت300 الف منزل, واغرقت اكثر من مليونين ونصف المليون هكتار من الاراضي الزراعية في مساحة تزيد علي100 الف كيلو متر مربع, غرقت بمدنها وقراها ودورها ومحاصيلها, واودت بحياة1600 مواطن باكستاني وخلفت خمسة ملايين مواطن في العراء!
ولماذا قل التعاطف الانساني مع الشعب الباكستاني حتي داخل العالم الإسلامي, الي حد ان دولة عربية واحدة هي التي استجابت حتي الآن لنداءات الامم المتحدة المتكررة, التي تشكو من عجز الاسهام الدولي عن مواجهة آثار الكارثة الضخمة بعد ان زحفت الفيضانات من شمال بالكستان الي وسطها في اقليم البنجاب, واغلقت معظم الطرق وحطمت معظم الجسور المقامة علي انهار باكستان, وادت الي نقص فادح في الطعام ومياه الشرب, ولم تترك مساحة ارض جافة تصلح لاقامة معسكرات ايواء.
وما يثير الدهشة ان حجم المعونات التي تلقتها باكستان بعد اسبوعين من الكارثة لا يمكن مقارنته بحجم المعونات التي دفعها المجتمع الدولي للتخفيف من آثار كوارث اخري وقعت في هاييتي وجنوب شرق اسيا وعدد من بلدان العالم الاخري تجاوزت فيها المعونات المليار دولار, وما من سبب واضح الا ان تكون الصراعات الداخلية وتزايد اعمال العنف داخل باكستان وزيادة حجم التيارات الدينية المتشددة قد صرفت انظار المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب الباكستاني المسلم, او يكون اصرار الرئيس الباكستاني آصف زاراداري علي مواصلة زيارته لبريطانيا رغم ضخامة حجم الكارثة ادي الي فتور تعاطف المجتمع الدولي مع باكستان رغم حجم الكارثة الضخم, والاكثر مدعاة للدهشة.. ان تطالب طالبان الحكومة الباكستانية بالامتناع عن قبول معونات الغرب بدعوي انها تهدم قيم الاسلام!
فهل هناك تخلف عقلي اكثر من ذلك؟!
وايا كانت الاسباب, فان الحقيقة المؤكدة التي لا ينبغي ان تغرب عن البال, ان فيضانات باكستان وجفاف روسيا هو نتاج المتغيرات المناخية الضخمة التي يتعرض لها عالمنا الآن ويزداد تأثيرها وضوحا وعنفا عاما بعد عام.
الاهرام الأحد 15 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45177
التي لم يزد حجم المساعدات العالمية التي وصلتها بعد مرور اسبوعين علي كارثة الفيضانات علي45 مليون دولار, رغم انها الكارثة الاعظم في عالمنا التي شردت اكثر من14 مليون نسمة, ودمرت300 الف منزل, واغرقت اكثر من مليونين ونصف المليون هكتار من الاراضي الزراعية في مساحة تزيد علي100 الف كيلو متر مربع, غرقت بمدنها وقراها ودورها ومحاصيلها, واودت بحياة1600 مواطن باكستاني وخلفت خمسة ملايين مواطن في العراء!
ولماذا قل التعاطف الانساني مع الشعب الباكستاني حتي داخل العالم الإسلامي, الي حد ان دولة عربية واحدة هي التي استجابت حتي الآن لنداءات الامم المتحدة المتكررة, التي تشكو من عجز الاسهام الدولي عن مواجهة آثار الكارثة الضخمة بعد ان زحفت الفيضانات من شمال بالكستان الي وسطها في اقليم البنجاب, واغلقت معظم الطرق وحطمت معظم الجسور المقامة علي انهار باكستان, وادت الي نقص فادح في الطعام ومياه الشرب, ولم تترك مساحة ارض جافة تصلح لاقامة معسكرات ايواء.
وما يثير الدهشة ان حجم المعونات التي تلقتها باكستان بعد اسبوعين من الكارثة لا يمكن مقارنته بحجم المعونات التي دفعها المجتمع الدولي للتخفيف من آثار كوارث اخري وقعت في هاييتي وجنوب شرق اسيا وعدد من بلدان العالم الاخري تجاوزت فيها المعونات المليار دولار, وما من سبب واضح الا ان تكون الصراعات الداخلية وتزايد اعمال العنف داخل باكستان وزيادة حجم التيارات الدينية المتشددة قد صرفت انظار المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب الباكستاني المسلم, او يكون اصرار الرئيس الباكستاني آصف زاراداري علي مواصلة زيارته لبريطانيا رغم ضخامة حجم الكارثة ادي الي فتور تعاطف المجتمع الدولي مع باكستان رغم حجم الكارثة الضخم, والاكثر مدعاة للدهشة.. ان تطالب طالبان الحكومة الباكستانية بالامتناع عن قبول معونات الغرب بدعوي انها تهدم قيم الاسلام!
فهل هناك تخلف عقلي اكثر من ذلك؟!
وايا كانت الاسباب, فان الحقيقة المؤكدة التي لا ينبغي ان تغرب عن البال, ان فيضانات باكستان وجفاف روسيا هو نتاج المتغيرات المناخية الضخمة التي يتعرض لها عالمنا الآن ويزداد تأثيرها وضوحا وعنفا عاما بعد عام.
الاهرام الأحد 15 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45177
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى