مسجد مانهاتن
صفحة 1 من اصل 1
مسجد مانهاتن
وسط النقاش الحاد الذي يدور في الولايات المتحدة الآن, وينقسم من حوله الحزبان الكبيران الجمهوري والديمقراطي حول مدي جواز بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي ضخم
يتكلف مائة مليون دولار علي مسافة بضعة أمتار من موقع برجي التجارة العالميين اللذين تعرضا لهجمات11 سبتمبر عام2001, يلمع اسم رجل دين معتدل من أصل مصري, فيصل عبدالرؤوف إمام مسجد الفرح في نيويورك الذي ينهض بأعباء المشروع مع زوجته المسلمة ديزي خان من أصول كشميرية في وجه تيار ضخم معارض, يشارك فيه أكثر من70 في المائة من سكان نيويورك يناصره غالبية الأمريكيين, يعتقد أن بناء المسجد والمركز الثقافي الإسلامي الذي يحمل اسم منزل قرطبة إشارة إلي حضارة الأندلس التي تعايش في ظلها اليهود والمسلمون والنصاري في هذا المكان بالذات, يمثل عملا غير لائق لا يوفر الاحترام الواجب لأرواح ضحايا أحداث سبتمبر, وربما يكون من الأفضل أن يذهب المسجد إلي مكان آخر!
لكن الإمام فيصل عبدالرؤوف الذي هاجر مع والده صغيرا إلي الولايات المتحدة, ودرس الطبيعة في جامعة كولومبيا, وألف عددا من الكتب بالانجليزية حول سماحة الإسلام, واستطاع أن يكون أحد الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي, التي تحظي باحترام واسع رد بقوة علي هذه الادعاءات بما يؤكد أن بناء المسجد في هذا المكان علي وجه الخصوص أمر مطلوب لذاته لأنه يحمل رسالة ذات مغزي تهدف إلي ردع المتطرفين, ولأن من هدم برجي التجارة هو تنظيم القاعدة المتطرف وليس الإسلام الذي يحض علي الاعتدال والتواصل مع كل الشعوب.
ولأن الإمام فيصل عبدالرؤوف وزوجته الكشميرية كانا بين الأصوات العالية التي أدانت أحداث سبتمبر فور وقوعها ويحظيان باحترام واسع, يكتسب الحوار الدائر في الولايات المتحدة حول مشروعية بناء المسجد درجة من الموضوعية تتيح الفرصة لكل الآراء, وربما ينجح, لكنه أثار جدلا واسعا ومفيدا شارك فيه الرئيس الأمريكي وكل أقطاب السياسة الأمريكية, وقدم للأمريكيين مثالا صحيحا عن الإسلام المعتدل الذي يجادل بالحسني ويختلف تماما عن إسلام طالبان الذي يحرم تعليم البنات ويجدع أنف امرأة بهدف إذلالها.
الاهرام الأحد 22 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45184
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى