تناقض مانهاتن
صفحة 1 من اصل 1
تناقض مانهاتن
وإذا كان هناك أكثر من70 في المائة من الأمريكيين عموما ومن أهل نيويورك علي وجه الخصوص لا يرون ضرورة لبناء مسجد مانهاتن علي مسافة بضعة أمتار من مكان برجي مركز التجارة العالمية
حيث سقط ما يزيد علي ثلاثة آلاف قتيل, احتراما لحساسيات أسر الضحايا, فإن هناك ما يقرب من30 في المائة الأمريكيين يؤكدون ضرورة بناء المسجد في المكان الذي تم اختياره, سواء أحبوا المسجد أو كرهوه, احتراما للدستور الأمريكي الذي يؤكد في أول مواده احترام حرية الاعتقاد والرأي, ولأن من واجب الولايات المتحدة أن تكون متسقة مع نفسها لا تطالب الآخرين بأمر ثم تفعل عكسه!.
والمدهش أن غالبية الذين يعترضون علي بناء المسجد قريبا من موقع برجي التجارة العالمية يقرون بضرورة احترام نصوص الدستور الأمريكي, وخطورة أن تتصرف الولايات المتحدة علي نحو يناقض دستورها, لكنهم يطالبون الجماعة المسلمة التي تشرف علي بناء المسجد والمركز الثقافي أن تراعي حساسيات أسر ضحايا البرجين وتبني المسجد في مكان آخر, متناسين أنهم لم يراعوا حساسية مواقف المسلمين, عندما اعتبروا الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول نوعا من حرية الرأي والاعتقاد لا يجوز المساس به!.
والحق أن الرئيس الأمريكي أوباما أخذ موقفا شجاعا يمليه عليه واجبه باعتباره حارسا علي الدستور, عندما أكد حق المسلمين الأمريكيين في بناء المسجد في المكان الذي اختاروه, وإن كان قد تراجع خطوة الي الخلف عندما أعلن بعد ذلك أنه كان يتحدث من ناحية المبدأ, ولم يقصد تحديدا مسجد مانهاتن الذي يفضل أن يترك قضيته للسلطات المحلية في نيويورك, لكن مسجد مانهاتن, أصبح في النهاية واحدا من الموضوعات المهمة التي يتعلق بها مواقف الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في نوفمبر المقبل, حيث يعتقد كثير من نواب الحزبين بضرورة مسايرة التيار الغالب الذي يرفض بناء المسجد قريبا من برجي التجارة, علي حين يري آخرون أن الموقف الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة سوف يكون العامل الحاسم في الانتخابات المقبلة وليس قضية مسجد مانهاتن.
لكن ما من شك أن الجدل الذي يشغل الولايات المتحدة لأكثر من شهر حول قضية مسجد مانهاتن التي جذبت انتباه غالبية الأمريكيين, أعطي فرصة مهمة للجماعة الإسلامية المعتدلة التي تشرف علي بناء المسجد ويقودها الشيخ فيصل عبد الرءوف أن تظهر وجه الإسلام علي نحو صحيح, كما وضع الأمريكيين جميعا أمام خيار وحيد يلزمهم عدم النكوص عن احترام أول بنود الدستور الأمريكي, واحترام حق الآخرين في اختيار الأماكن التي يتعبدون فيها, لأنك لا تستطيع أن تفعل شيئا ثم تطالب الآخرين بأن يفعلوا عكسه.
الاهرام الأثنين 23 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45185
حيث سقط ما يزيد علي ثلاثة آلاف قتيل, احتراما لحساسيات أسر الضحايا, فإن هناك ما يقرب من30 في المائة الأمريكيين يؤكدون ضرورة بناء المسجد في المكان الذي تم اختياره, سواء أحبوا المسجد أو كرهوه, احتراما للدستور الأمريكي الذي يؤكد في أول مواده احترام حرية الاعتقاد والرأي, ولأن من واجب الولايات المتحدة أن تكون متسقة مع نفسها لا تطالب الآخرين بأمر ثم تفعل عكسه!.
والمدهش أن غالبية الذين يعترضون علي بناء المسجد قريبا من موقع برجي التجارة العالمية يقرون بضرورة احترام نصوص الدستور الأمريكي, وخطورة أن تتصرف الولايات المتحدة علي نحو يناقض دستورها, لكنهم يطالبون الجماعة المسلمة التي تشرف علي بناء المسجد والمركز الثقافي أن تراعي حساسيات أسر ضحايا البرجين وتبني المسجد في مكان آخر, متناسين أنهم لم يراعوا حساسية مواقف المسلمين, عندما اعتبروا الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول نوعا من حرية الرأي والاعتقاد لا يجوز المساس به!.
والحق أن الرئيس الأمريكي أوباما أخذ موقفا شجاعا يمليه عليه واجبه باعتباره حارسا علي الدستور, عندما أكد حق المسلمين الأمريكيين في بناء المسجد في المكان الذي اختاروه, وإن كان قد تراجع خطوة الي الخلف عندما أعلن بعد ذلك أنه كان يتحدث من ناحية المبدأ, ولم يقصد تحديدا مسجد مانهاتن الذي يفضل أن يترك قضيته للسلطات المحلية في نيويورك, لكن مسجد مانهاتن, أصبح في النهاية واحدا من الموضوعات المهمة التي يتعلق بها مواقف الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في نوفمبر المقبل, حيث يعتقد كثير من نواب الحزبين بضرورة مسايرة التيار الغالب الذي يرفض بناء المسجد قريبا من برجي التجارة, علي حين يري آخرون أن الموقف الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة سوف يكون العامل الحاسم في الانتخابات المقبلة وليس قضية مسجد مانهاتن.
لكن ما من شك أن الجدل الذي يشغل الولايات المتحدة لأكثر من شهر حول قضية مسجد مانهاتن التي جذبت انتباه غالبية الأمريكيين, أعطي فرصة مهمة للجماعة الإسلامية المعتدلة التي تشرف علي بناء المسجد ويقودها الشيخ فيصل عبد الرءوف أن تظهر وجه الإسلام علي نحو صحيح, كما وضع الأمريكيين جميعا أمام خيار وحيد يلزمهم عدم النكوص عن احترام أول بنود الدستور الأمريكي, واحترام حق الآخرين في اختيار الأماكن التي يتعبدون فيها, لأنك لا تستطيع أن تفعل شيئا ثم تطالب الآخرين بأن يفعلوا عكسه.
الاهرام الأثنين 23 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45185
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى