أحمد ماهر ومدرسته!
صفحة 1 من اصل 1
أحمد ماهر ومدرسته!
بهذا الرحيل المفاجيء لوزير الخارجية السابق أحمد ماهر, فقدت الدبلوماسية المصرية واحدا من أقطاب مدرستها الوطنية,
الذين تميزوا بالفهم الدقيق لمتغيرات عالم جديد تسارعت أحداثه عبر عقود محدودة, من الاستقطاب الحاد وثنائية القطبين الي مرحلة القطب الأوحد التي سرعان مادخلت مرحلة أفول مبكر لتخلي مكانها لعالم متعدد الأقطاب لم تتبلور بعد صيغته الأخيرة, يشهد نهوض أمم وشعوب وأفكار ورؤي جديدة!
كان أحمد ماهر من نجوم جيل وسط من الدبلوماسية المصرية ضم عمرو موسي وأسامة الباز ونبيل العربي ومنير زهران وطه الفرنواني وعبد الرؤوف الريدي ومجدي صبري وآخرين يصعب علي الذاكرة حصرهم, آخر عنقودهم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط, عايشوا فترة خطيرة من تاريخ مصر ابتداء من هزيمة67 إلي مابعد حرب73 بكل اثارها علي حياة مصر السياسية, ولعبوا أدوارا مهمة في تجهيز الساحة العربية والدولية لحرب73, وإعادة العلاقات المصرية العربية, وتحقيق التوازن في علاقات مصر الدولية, ومارسوا أدوارا وطنية مهمة في كل جهود التسوية السلمية ابتداء من اتفاقات كامب ديفيد وحتي الموقف الراهن, وأسهموا في بناء جيل جديد من الدبلوماسيين المصريين يتولي الآن مسئولياته سفراء لمصر في عواصم العالم.
كان أحمد ماهر يتقن فنون الدبلوماسية وتكنولوجياتها الدقيقة المتعلقة بصياغة القرارات والمواقف, عارفا بقواعد صراع المصالح في لعبة الأمم في خطوطها الاستراتيجية العريضة, مع الالتزام بثوابت الموقف الوطني ومصالح مصر الأساسية, يجمع بين أصالة الفكر الجاد ومهارات الدبلوماسية العملية وحسن الفكاهة المرحة, نشيطا لا يتخلف عن أي محفل, يشارك كل يوم في لقاء أو حوار أو ندوة, يقرأ التاريخ ويتذوق الأدب ويعرف دروب السياسة الدولية, عمل عن قرب مع أقطاب السياسة المصرية الكبار ابتداء من د. عصمت عبد المجيد الي حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي علي عهد الرئيس السادات الي الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية وأحد المفاوضين الأساسيين في إعداد معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية, وعمل سفيرا لمصر في موسكو وواشنطن علي امتداد فترتين متقاربتين, وشارك في صياغة معظم مواقف السياسة الخارجية لمصر علي امتداد العقود الثلاثة الأخيرة, وتوفرت له خبرات وقدرات عديدة مكنته من أن يبقي علامة مهمة في تاريخ الدبلوماسية المصرية, وكان فضلا عن ذلك كله, يرحمه الله, نعم الأخ والصديق.
الأهرام الخميس 30 سبتمبر 2010 السنة 135 العدد 45223
مواضيع مماثلة
» مكرم محمد أحمد
» لماذا مكرم محمد أحمد ؟
» مكرم محمد أحمد و ضياء رشوان
» مكرم محمد أحمد و جرس خطر مذبحة نجع حمادي
» القاهرة اليوم و الصحفيين و مكرم محمد أحمد
» لماذا مكرم محمد أحمد ؟
» مكرم محمد أحمد و ضياء رشوان
» مكرم محمد أحمد و جرس خطر مذبحة نجع حمادي
» القاهرة اليوم و الصحفيين و مكرم محمد أحمد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى