ثلاثة رجال كبار
صفحة 1 من اصل 1
ثلاثة رجال كبار
في شهادته علي مجريات حرب اكتوبر التي كان يتابعها وزير الخارجية احمد ابو الغيط عندما كان يعمل ضمن طاقم المعاونين الذين يساعدون مستشار الامن القومي حافظ اسماعيل
وهو يتابع اتصالاته استعدادا للحرب من قصر الطاهرة, يزيح وزير الخارجية ربما للمرة الاولي الستار عن تفاصيل الاجتماع المدني الذي عقده الرئيس السادات في منزله مساء30 سبتمبر عام1973 قبل ايام من بدء الحرب وحضره جميع اركان حكومته وبينهم وزير خارجيته د.محمود فوزي ووزير حربيته احمد اسماعيل والدكتور عزيز صدقي ومستشار الامن القومي ومساعده في ذلك الوقت د.اشرف غربال.
تحدث الرئيس السادات ليكشف في البداية حجم العبء الضخم الذي يثقل كاهله وهو يواجه وضعا لم يواجهه اي من حكام مصر علي مدي خمسة آلاف عام. وشرح علي نحو مستفيض الوضع الاقتصادي لمصر المستنزف الي آخر قطرة, والظروف الصعبة التي تواجهها القوات المسلحة بسبب نقص إمدادات السلاح من جانب السوفيت, ومخاطر انفجار الوضع الداخلي نتيجة سريان اليأس في النفوس قبل ان تنجز مصر معركتها, والنقص الفادح في مواد التموين والسلع الاساسية خاصة الارز والدقيق والزيوت والشحوم لينتهي من كل هذه المقدمة الصعبة الي انه اتخذ بالفعل قرارا بالحرب رغم هذا الواقع الصعب لانه لابديل آخر, خاصة ان الحرب ربما تكون اقل كلفة من حالة الاستنزاف التي تعيشها مصر.
كان الرئيس السادات يتحدث عن عملية عسكرية كبيرة تنقل القوات المصرية عبر القناة الي الشاطيء الآخر لتشكل رءوس جسور علي شاطيء سيناء, بينما حاول معظم معاونيه بمن فيهم مستشاره للامن القومي اقناعه بامكانية استبدال المعركة بحرب استنزاف متقطعة علي طول الجبهة, لكن الرئيس السادات كان قد اتخذ قراره بالفعل ولم يكن علي استعداد لمراجعته, كما كان واضحا حجم الاتفاق الكامل بين الرئيس السادات ووزير حربيته المشير احمد اسماعيل ووزير خارجيته د. محمود فوزي الذي دافع بمنطق واضح عن اهمية دخول مصر معركة حاسمة لن تحرر سيناء كلها لكنها سوف تغير الاوضاع الاستراتيجية لمجمل الموقف في الشرق الاوسط.
وتكشف قراءة تفاصيل هذا المحضر المهم عن عظمة ثلاثة رجال كبار, السادات واحمد اسماعيل ومحمود فوزي توافقوا علي رؤية واحدة صحيحة رغم تناقضات واقعها المرير.
الأهرام الأحد 10 اكتوبر 2010 السنة 135 العدد 45233
وهو يتابع اتصالاته استعدادا للحرب من قصر الطاهرة, يزيح وزير الخارجية ربما للمرة الاولي الستار عن تفاصيل الاجتماع المدني الذي عقده الرئيس السادات في منزله مساء30 سبتمبر عام1973 قبل ايام من بدء الحرب وحضره جميع اركان حكومته وبينهم وزير خارجيته د.محمود فوزي ووزير حربيته احمد اسماعيل والدكتور عزيز صدقي ومستشار الامن القومي ومساعده في ذلك الوقت د.اشرف غربال.
تحدث الرئيس السادات ليكشف في البداية حجم العبء الضخم الذي يثقل كاهله وهو يواجه وضعا لم يواجهه اي من حكام مصر علي مدي خمسة آلاف عام. وشرح علي نحو مستفيض الوضع الاقتصادي لمصر المستنزف الي آخر قطرة, والظروف الصعبة التي تواجهها القوات المسلحة بسبب نقص إمدادات السلاح من جانب السوفيت, ومخاطر انفجار الوضع الداخلي نتيجة سريان اليأس في النفوس قبل ان تنجز مصر معركتها, والنقص الفادح في مواد التموين والسلع الاساسية خاصة الارز والدقيق والزيوت والشحوم لينتهي من كل هذه المقدمة الصعبة الي انه اتخذ بالفعل قرارا بالحرب رغم هذا الواقع الصعب لانه لابديل آخر, خاصة ان الحرب ربما تكون اقل كلفة من حالة الاستنزاف التي تعيشها مصر.
كان الرئيس السادات يتحدث عن عملية عسكرية كبيرة تنقل القوات المصرية عبر القناة الي الشاطيء الآخر لتشكل رءوس جسور علي شاطيء سيناء, بينما حاول معظم معاونيه بمن فيهم مستشاره للامن القومي اقناعه بامكانية استبدال المعركة بحرب استنزاف متقطعة علي طول الجبهة, لكن الرئيس السادات كان قد اتخذ قراره بالفعل ولم يكن علي استعداد لمراجعته, كما كان واضحا حجم الاتفاق الكامل بين الرئيس السادات ووزير حربيته المشير احمد اسماعيل ووزير خارجيته د. محمود فوزي الذي دافع بمنطق واضح عن اهمية دخول مصر معركة حاسمة لن تحرر سيناء كلها لكنها سوف تغير الاوضاع الاستراتيجية لمجمل الموقف في الشرق الاوسط.
وتكشف قراءة تفاصيل هذا المحضر المهم عن عظمة ثلاثة رجال كبار, السادات واحمد اسماعيل ومحمود فوزي توافقوا علي رؤية واحدة صحيحة رغم تناقضات واقعها المرير.
الأهرام الأحد 10 اكتوبر 2010 السنة 135 العدد 45233
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى