التفاوض غير المباشر!
صفحة 1 من اصل 1
التفاوض غير المباشر!
يبدأ المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل أمس محاولة ادارة تفاوض عن قرب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر وساطة امريكية.
في جهد جديد لا يثق أي من الأطراف المعنية بأزمة الشرق الأوسط في أنه يمكن أن يحقق أي تقدم حقيقي علي طريق التسوية, وإن كانوا جميعا قد وافقوا عليه لأسباب مختلفة.
فالعرب رغم تشككهم الواضح في النتائج وافقوا علي قرار لجنة المتابعة العربية بقبول استئناف التفاوض غير المباشر لمجرد إبراء الذمة وتقديرا لحسن نيات الرئيس الأمريكي أوباما لا أكثر, ورئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو يختزل الهدف من عملية التفاوض غير المباشر في نقل المفاوضات في مرحلة مقبلة, إلي التفاوض المباشر, وليس إقرار الخطوط العريضة لتسوية سلمية خلال مهلة الشهور الأربعة التي حددها قرار لجنة المتابعة العربية, والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز يعتقد أن المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة, سوف تصل إلي طريق مسدود لأن حكومة نتانياهو بحكم تركيبتها السياسية والعقائدية غير مهيأة لقبول أي تسوية, إلا إذا تحولت إلي حكومة وحدة وطنية تضم حزب كاديما تتحمل تبعات عملية السلام.
والإدارة الأمريكية التي رضخت منذ وقت مبكر لضغوط الجماعات الصهيونية وأفرغت مبادرة الرئيس أوباما من قوتها وفاعليتها تعتقد الآن أن مرحلة الشهور الأربعة غير كافية للوصول إلي اتفاق حول الخطوط النهائية لعملية التسوية, رغم أنه لاجديد تحت الشمس لان كل تفاصيل مشروع التسوية تمت مناقشتها عشرات المرات في سلسلة طويلة ومملة من التفاوض المباشر وغير المباشر, ولأن المشكلة الوحيدة التي تعيق عملية السلام التي يمكن إنجازها في أقل من أربعة أشهر هو غياب إرادة السلام لدي إسرائيل, بسبب شراهة رغبتها في الإستيلاء علي الأرض العربية.
وبرغم هذه التحفظات التي يعرفها الجميع فإن أحدا لا يستطيع أن يلوم العرب لأنهم آثروا إعطاء عملية السلام فرصة أخيرة, شريطة أن يكونوا جاهزين ببديل واضح لا يدخل القضية مرة أخري نفقا جديدا تكون نهايته استخدام الولايات المتحدة الفيتو لمنع مجلس الأمن من استصدار قرار صحيح يفتح طريقا في هذه المتاهة الكاذبة, ومع الأسف لن يتمكن العرب من الوصول إلي هذا البديل في ظل انقسامهم الراهن خاصة أن انقسامهم يشكل عاملا اساسيا في إطالة أمد الخلاف بين فتح وحماس وتعويق المصالحة الفلسطينية.
الاهرام الثلاثاء 23 من ربيع الأول 1431 هـ 9 مارس 2010 السنة 135 العدد 45018
في جهد جديد لا يثق أي من الأطراف المعنية بأزمة الشرق الأوسط في أنه يمكن أن يحقق أي تقدم حقيقي علي طريق التسوية, وإن كانوا جميعا قد وافقوا عليه لأسباب مختلفة.
فالعرب رغم تشككهم الواضح في النتائج وافقوا علي قرار لجنة المتابعة العربية بقبول استئناف التفاوض غير المباشر لمجرد إبراء الذمة وتقديرا لحسن نيات الرئيس الأمريكي أوباما لا أكثر, ورئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو يختزل الهدف من عملية التفاوض غير المباشر في نقل المفاوضات في مرحلة مقبلة, إلي التفاوض المباشر, وليس إقرار الخطوط العريضة لتسوية سلمية خلال مهلة الشهور الأربعة التي حددها قرار لجنة المتابعة العربية, والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز يعتقد أن المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة, سوف تصل إلي طريق مسدود لأن حكومة نتانياهو بحكم تركيبتها السياسية والعقائدية غير مهيأة لقبول أي تسوية, إلا إذا تحولت إلي حكومة وحدة وطنية تضم حزب كاديما تتحمل تبعات عملية السلام.
والإدارة الأمريكية التي رضخت منذ وقت مبكر لضغوط الجماعات الصهيونية وأفرغت مبادرة الرئيس أوباما من قوتها وفاعليتها تعتقد الآن أن مرحلة الشهور الأربعة غير كافية للوصول إلي اتفاق حول الخطوط النهائية لعملية التسوية, رغم أنه لاجديد تحت الشمس لان كل تفاصيل مشروع التسوية تمت مناقشتها عشرات المرات في سلسلة طويلة ومملة من التفاوض المباشر وغير المباشر, ولأن المشكلة الوحيدة التي تعيق عملية السلام التي يمكن إنجازها في أقل من أربعة أشهر هو غياب إرادة السلام لدي إسرائيل, بسبب شراهة رغبتها في الإستيلاء علي الأرض العربية.
وبرغم هذه التحفظات التي يعرفها الجميع فإن أحدا لا يستطيع أن يلوم العرب لأنهم آثروا إعطاء عملية السلام فرصة أخيرة, شريطة أن يكونوا جاهزين ببديل واضح لا يدخل القضية مرة أخري نفقا جديدا تكون نهايته استخدام الولايات المتحدة الفيتو لمنع مجلس الأمن من استصدار قرار صحيح يفتح طريقا في هذه المتاهة الكاذبة, ومع الأسف لن يتمكن العرب من الوصول إلي هذا البديل في ظل انقسامهم الراهن خاصة أن انقسامهم يشكل عاملا اساسيا في إطالة أمد الخلاف بين فتح وحماس وتعويق المصالحة الفلسطينية.
الاهرام الثلاثاء 23 من ربيع الأول 1431 هـ 9 مارس 2010 السنة 135 العدد 45018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى