أخبار سيئة لأوباما‏!‏

لا أظن ان الرئيس الامريكي اوباما الذي يبذل غاية جهده كي يحفظ للحزب الديمقراطي اغلبية مقاعده في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تبدأ أول نوفمبر‏,
سوف يكون سعيدا بالتطورات الاخيرة في قضية فرض العقوبات علي ايران‏,‏ بعد ان اعلنت دول الاتحاد الاوروبي انها لا تتحمس لمنع تصدير البنزين الي ايران ضمن قائمة العقوبات الاخيرة كما تريد واشنطن‏,‏ لان هذا الاجراء يمكن ان يشكل عقوبة جماعية يعاني منها الشعب الايراني باكمله‏,‏ سوف تؤدي الي احراج المعارضة الايرانية وزيادة تماسك الجبهة الداخلية‏,‏ ونجاح النظام الايراني في احكام قبضته علي اوضاع الداخل‏!.‏
وتختلف عن ذلك رؤية الامريكيين الذين يعتقدون ان الدفعة الرابعة من العقوبات التي اصدرها مجلس الامن قبل شهرين بدأت في احداث اثرها‏,‏ وان منع وصول البنزين الي ايران سوف يزيد الوضع الاقتصادي الايراني سوءا‏,‏ وسوف يدفع الايرانيين الي تحميل المسئولية لنظام الحكم‏,‏ الذي يعاني ايضا من ازمة ضخمه تعترض برنامجه النووي بسبب الحصار المفروض علي تصدير التكنولوجيا المتقدمة لايران‏,‏ وفشل الجهود المحلية في تطوير اجهزة الطرد المركزي التي تعمل في تخصيب اليورانيوم‏,‏ وتعطل نسبة تكاد تصل الي‏25%‏ من الاجهزة المركبة في معامل ناتانز‏,‏ الامر الذي يمكن ان يترتب عليه تأخير البرنامج النووي الي عام‏2014,‏ الموعد المحتمل لحصول ايران علي القنبلة النووية‏.‏
ولان قدرة ايران علي تكرير البترول جد محدودة قياسا علي حجم استهلاكها من البنزين الذي يتجاوز‏150‏ مليون جالون في الشهر‏,‏ تمارس واشنطن ضغوطا شديدة علي الشركات الاوروبية كي تمتنع عن تصدير البنزين الي ايران حرصا علي مصالحها مع الولايات المتحدة رغم قرار الاتحاد الاوروبي‏,‏ لكن القرار الاوروبي سوف تكون له دون شك مضاعفاته السلبية علي انتخابات الكونجرس التي يبدو ان الديمقراطيين سوف يتعرضون خلالها لهزيمة قاسية يمكن ان تطيح باغلبيتهم في المجلسين‏.‏

الأهرام الأحد 31 اكتوبر 2010 السنة 135 العدد 45254