أسئلة ليبية لأوباما‏!‏

هل يمكن أن يطلب الرئيس الأمريكي أوباما من العقيد القذافي أن يتنحي عن الحكم فورا ثلاث مرات‏,‏ دون أن يكون قد وضع في خططه وتقديراته أن فرص استمرار العقيد في الحكم
قد أصبحت منعدمة بعد أن سيطر الثوار الليبيون بالكامل علي النصف الشرقي من الجماهيرية‏,‏ وأقاموا حكما انتقاليا في بنغازي أكبر المدن الليبية بعد طرابلس العاصمة‏,‏ وأحكموا قبضتهم علي أكبر مدينتين في النصف الغربي من ليبيا‏,‏ الزاوية ومصراتة‏,‏ وأصبح في قدرتهم توزيع سيطرتهم إلي مناطق جديدة شملت البريقة ومدينة رأس لانوف ليصلوا إلي مشارف سرت‏,‏ مسقط رأس العقيد وخط دفاعه الأساسي ضد محاولات الثوار الزحف علي طرابلس‏..!‏ ولماذا يتطوع الرئيس الأمريكي بهذه التصريحات التي رفعت آمال الثوار الليبيين ليعود ويخذلهم بسبب التلكؤ الأمريكي في فرض منطقة الحظر الجوي‏,‏ الذي مكن العقيد من استخدام سلاحه الجوي بكثافة عالية ضد شعبه‏,‏ ليعيد سيطرته علي مدينة رأس لانوف بعد أن دمرها جوا‏,‏ ويتمكن من اقتحام مدينة الزاوية غربا بعد قصف جوي كثيف أدي إلي مذبحة دامية حيث ترابط مصفحاته الآن وسط المدينة‏,‏ ويحاصر مدينة مصراتة ويمنع عنها الغذاء والماء والكهرباء‏,‏ بينما تتعالي صيحات ابنه سيف الاسلام علي الثوار في مدينة بنغازي نحن قادمون؟‏!.‏
ولماذا يخرج مدير المخابرات المركزية الأمريكية جيمس كلابر في هذا التوقيت ليعلن أن القذافي سوف ينتصر علي الثوار بسبب الفروق الكبيرة بين قدراته العسكرية وقدراتهم‏!,‏ وإذا كان هذا التقييم صحيحا‏,‏ فلماذا تورط أوباما في تصريحاته الآمرة التي تطلب من العقيد التنحي الفوري؟‏!‏
إن الثوار الليبيين لا يطلبون قوات برية تدافع الي جوارهم لأنهم قادرون علي تحرير بلادهم‏,‏ ولكنهم فقط يطلبون مظلة أمان جوي كما حدث في العراق والبوسنة تمنع عنهم قصف الطيران الليبي‏,‏ وهم يحظون بتعاطف واسع في العالم العربي ودول الخليج ومعظم دول الاتحاد الأوروبي التي تؤيد فرض الحظر الجوي‏,‏ فلماذا يتلكأ أوباما؟‏!.‏
أخشي أن يعيد أوباما بتلكئه الخطأ الذي ارتكبه الرئيس بوش عام‏1991,‏ عندما طلب من شيعة الجنوب وأكراد الشمال في العراق إعلان الثورة علي صدام حسين‏,‏ لكنه خذلهم في اللحظة الأخيرة‏,‏ ومكن صدام من إجهاض الثورتين بقسوة بالغة‏,‏ ولو انه لم يفعل فربما كان صدام حسين قد سقط بفعل شعبه‏,‏ وليس بفعل الغزو الأمريكي الكارثي للعراق‏!‏

الأثنين 9 من ربيع الاخر 1432 هـ 14 مارس 2011 السنة 135 العدد