مصر تساند المحكمة !

اختارت مصر الموقف الصحيح عندما قررت مساندة حق اللبنانيين في طلب إنشاء محكمة دولية تسعى لكشف المتهمين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، لأن محكمة محض لبنانية بإعتراف كل الفرقاء اللبنانيين لن تستطيع الوصول إلى المتهمين ، ولن تتمكن من أداء مهمتها التي ربما تتطلب التحقيق مع بعض الشخوص خارج لبنان ، كما أنها سوف تواجه عقبات كثيرة تسد عليها كل الطرق للوصول إلى الحقيقة !
ولا أظن أن لمصر أسباباً خاصة تلزمها مساندة استمرار المحكمة الدولية في مهمتها غير الأسباب التي يجمع عليها غالبية اللبنانيين ، الذين يعرفون جيداً أن لبنان لن يحظى أبداً بالأمن والاستقرار ، إلا إذا تم التعرف على الجناة الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الحريري ،وارتكبوا قبلها عشرات الجرائم راح ضحيتها عدد من الرموز اللبنانية التي كانت تساند حق لبنان في قراره المستقل ، كتاباً وصحفيين وسياسيين ورؤساء أحزاب ، قتلوا جميعاً في جرائم مشابهة قيدت جميعاً ضد مجهول خلال فترة وجود القوات السورية في لبنان ! .
وأياً كانت الأزمة الداخلية التي تواجه لبنان الآن ، لأن حزب الله لا يريد المحكمة الدولية ولا يثق في مهمتها ، ويعتبر كل من يتعاون معها خائناً لوطنه ، لأن قرار الاتهام الذي يوشك أن يصدر عن المحكمة سوف يضم متهمين من حزب الله ، فإن هذه الأزمة لا ينبغي أن تكون مبرراً لإغلاق أبوب العدالة والضغط على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كي يسقط حق لبنان في معرفة الجناة بدعوى الحرص على استقرار الأوضاع الداخلية في لبنان وعدم إغضاب حزب الله الذي يهدد بنزول مسلحيه إلى شوارع بيروت ، لأن المقايضة بين العدالة والاستقرار تعني فناء الدولة اللبنانية وتعني المقامرة على أمن لبنان واستقراره وتعني إخضاع إرادته قسراً لجماعة محدودة تفرض إرادتها بقوة السلاح .
وإذا لم يكن حزب الله طرفاً في جريمة اغتيال الحريري ، فما الذي يخشاه من استمرار المحكمة الدولية ؟ ! ، وما الذي يمنعه من مساندة متهميه داخل المحكمة إلى أن تثبت براءتهم ؟ ! ، ولماذا لا يستثمر فرصة المحاكمة لإثبات ادعاءاته بأن إسرائيل هي التي ارتكبت الجريمة ؟ !، لأن المحكمة الدولية أياً كانت شكوك البعض في مهمتها لن تستطيع على مرئى ومسمع من العالم أجمع تلفيق اتهام لحزب الله لا يستند إلى أسباب صحيحة □