قرارات خاطئة !
صفحة 1 من اصل 1
قرارات خاطئة !
فى أحيان كثيرة ، يسارع بعض الزعماء الذين ارتكبوا خلال فترة حكمهم أخطاء جسيمة إلى كتابة مذكراتهم على أمل الترويج لرؤاهم لعلهم يستبقون بذلك حكم التاريخ على ما فعلوه أو يخففون من وطأة هذا الحكم 00، وأظن أن هذا القصد كان أبرز أهداف الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش من نشر مذكراته التى اختار عنوانا لها " قرارات فاصلة " بعد عامين من خروجه من البيت الأبيض ، لزم خلالهما الصمت المطبق لا يشارك برأى حتى بدا وكأنه اعتزل العمل السياسى ، تاركا مهمة الدفاع عن فترة حكمه لنائبه ديك تشينى ، الأقوى بين نواب الرئيس الأمريكى فى تاريخ الولايات المتحدة، الذى يحمله الكثيرون مسئولية هذه الأخطاء الجسيمة بسبب عناده وسوء خياراته ، ورؤاه الأيديولوجية التى تنتمى لجماعة المحافظين الجدد التى كانت المحرك الأول لكل سياسات بوش الابن 0
اختار بوش " قرارات فاصلة " عنوانا لمذكراته كى يؤكد صورته كرئيس حاسم قادر على اتخاذ القرار فى الوقت الصحيح رغم إخفاقه الشديد فى أخطر قرارين ميزا فترة حكمه ، قرار غزو العراق الذى اعترف بوش بأنه استند فيه إلى معلومات خاطئة عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق ، وقراراه الخاص بمعالجة آثار إعصار كاترينا الذى تأخر كثيرا عن موعده إلى أن دمر الطوفان مدينة أمريكية بأكملها ( نيو أورليانز ) وتحولت الى أطلال بعد انهيار السد الذى كان يحميها 0
لم يغير كتاب بوش أى من الحقائق الثابتة الى جعلت فترتى حكمه كارثة على الولايات المتحدة ، ولم يقدم حجة واحدة تبرر غزوه للعراق بإستثناء المقولة الدارجة التى اعتاد الأمريكيون على ترويجها " العالم أفضل كثيرا بدون وجود صدام حسين " لكنه اعترف بأنه فكر طويلا فى الاستغناء عن نائبه ديك تشينى مع بداية ولايته الثانية عام 2004 ، لكنه عدل عن القرار الوحيد الذى كان يمكن أن يصحح بعضا من صورته !0
لم تفلح مذكرات بوش فى تنظيف سجله من الأخطاء الضخمة التى ارتكبها بغزوه للعراق وأفغانستان الذى دمر اقتصاديات الولايات المتحدة ، وزادت من قبح السياسات الأمريكية فى نظر العالم ، ووسعت المسافات بين أمريكا والعالم الإسلامى وفشلت فى مواجهة الإرهاب ، ولم تنجح الصورة التى رسمها لنفسه كرئيس عاقل ذكى وطنى واثق من نفسه جدير بثقة الآخرين فى أن تغسل يديه من جرائم التعذيب التى أقرها بنفسه التى تكشفت فى سجن أبو غريب ، أو من دماء العراقيين الذين سقطوا ضحايا حربه الخاطئة جاوزوا المليون عراقى □
الأهرام الأحد 19 نوفمبر 2010 السنة 135 العدد 45273
اختار بوش " قرارات فاصلة " عنوانا لمذكراته كى يؤكد صورته كرئيس حاسم قادر على اتخاذ القرار فى الوقت الصحيح رغم إخفاقه الشديد فى أخطر قرارين ميزا فترة حكمه ، قرار غزو العراق الذى اعترف بوش بأنه استند فيه إلى معلومات خاطئة عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق ، وقراراه الخاص بمعالجة آثار إعصار كاترينا الذى تأخر كثيرا عن موعده إلى أن دمر الطوفان مدينة أمريكية بأكملها ( نيو أورليانز ) وتحولت الى أطلال بعد انهيار السد الذى كان يحميها 0
لم يغير كتاب بوش أى من الحقائق الثابتة الى جعلت فترتى حكمه كارثة على الولايات المتحدة ، ولم يقدم حجة واحدة تبرر غزوه للعراق بإستثناء المقولة الدارجة التى اعتاد الأمريكيون على ترويجها " العالم أفضل كثيرا بدون وجود صدام حسين " لكنه اعترف بأنه فكر طويلا فى الاستغناء عن نائبه ديك تشينى مع بداية ولايته الثانية عام 2004 ، لكنه عدل عن القرار الوحيد الذى كان يمكن أن يصحح بعضا من صورته !0
لم تفلح مذكرات بوش فى تنظيف سجله من الأخطاء الضخمة التى ارتكبها بغزوه للعراق وأفغانستان الذى دمر اقتصاديات الولايات المتحدة ، وزادت من قبح السياسات الأمريكية فى نظر العالم ، ووسعت المسافات بين أمريكا والعالم الإسلامى وفشلت فى مواجهة الإرهاب ، ولم تنجح الصورة التى رسمها لنفسه كرئيس عاقل ذكى وطنى واثق من نفسه جدير بثقة الآخرين فى أن تغسل يديه من جرائم التعذيب التى أقرها بنفسه التى تكشفت فى سجن أبو غريب ، أو من دماء العراقيين الذين سقطوا ضحايا حربه الخاطئة جاوزوا المليون عراقى □
الأهرام الأحد 19 نوفمبر 2010 السنة 135 العدد 45273
مكرم محمد احمد- عضو نشط
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 89
المهنة : نقيب الصحفيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى