‏والانتخابات علي الأبواب‏!‏

جميعنا يرجو لو أن انتخابات مجلس الشعب المقبلة جرت علي نحو مختلف يؤكد حرص الجميع علي نزاهة العملية الانتخابية وحيدتها‏,‏
الحكومة والحزب الوطني بما يضمن الحيلولة دون استخدام أي من أدوات الدولة وإمكاناتها لمصلحة طرف دون طرف آخر‏,‏ ومؤسسات المجتمع المدني الموكول اليها رقابة العملية الانتخابية التي ينبغي أن تدرك أن مهمتها هي مهمة ضمير تعلو علي أي انتماء حزبي‏,‏ والمرشحون من الحزب الحاكم والمعارضة الذين ينبغي أن يلتزموا جميعا أحكام القانون‏,‏ والأمن الذي ينبغي أن يلتزم حيدة إيجابية كاملة‏,‏ يؤمن المقار الانتخابية بما يسمح للناخبين بالأدلاء بأصواتهم دون خوف أو إكراه‏,‏ وييسر وصولهم إلي صناديق الانتخابات‏,‏ لا يمنعهم ويمارس حقه الكامل في ضبط المخالفين ومنع ظاهرات البلطجة والرشاوي الانتخابية التي مع الأسف بدأت تأخذ صورة علنية أمام لجان الانتخاب‏,‏ وضبط كل من يحاول الوصول إلي المقار الانتخابية مسلحا بالعصي الغليظة والشوم والسنج والمطاوي‏,‏ خاصة أن الجميع يخشي من أن تكون الانتخابات القادمة أشد عنفا من السابق‏,‏ لشدة المنافسة في بعض الدوائر‏,‏ بين الحزب الوطني والحزب الوطني‏,‏ ولأن بعض القوي السياسية غير الشرعية تحرص علي افتعال الصدام لإظهار قوتها وتكدير الصورة العامة إن تبين لها أنها سوف تخسر مقاعدها‏!.‏
وجميعنا يأمل في أن تكون اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات جاهزة للتحقيق في أية شكاوي تتعلق بالتجاوزات والمخالفات خلال سير العملية الانتخابية أيا كان مرتكبوها‏,‏ وأن يكون مكان القضاة المشرفين علي أعمال اللجان الفرعية معلنا ومعروفا يسهل أن يلوذ به كل من لديه شكوي جادة‏,‏ بما يمكن اللجنة العليا من ضمان حسن تنفيذ قراراتها‏.‏ ولأن معظم أطراف العملية الانتخابية ارتضت أن تكون الرقابة الوطنية بديلا عن الرقابة الدولية‏,‏ يصبح من مسئولية كل الأطراف تسهيل مهمة المراقبين باعتبارها واجبا وطنيا يتفق الجميع علي ضرورته‏,‏ لأنه كلما كانت صورة الانتخابات أفضل أمام المجتمع المدني المصري تتحسن صورة الانتخابات المصرية علي الساحة الدولية‏,‏ وفي النهاية سوف يكون وجود عدد معتبر من المعارضين يمثلون أحزاب مصر الشرعية داخل مجلس الشعب أبلغ شهادة علي حيدة الانتخابات ونزاهتها‏,‏ ومعيارا صحيحا علي تقدم مصر علي طريق الديمقراطية‏,‏ وتعبيرا صادقا عن الواقع المصري الذي يضم معارضين ومؤيدين‏,‏ ودليلا قويا علي الإيمان بأهمية المشاركة السياسية لبلوغ صورة الحكم الرشيد‏.‏

الأهرام الخميس 25 نوفمبر 2010 السنة 135 العدد 45279