واشنطن والدبلوماسية المصرية

ضم تسريبات ويكيليكس التي تربو علي‏052‏ ألف برقية صدرتها سفارات أمريكا في دول العالم إلي الخارجية الأمريكية‏0053‏ برقية تتعلق بالعلاقات الأمريكية المصرية الإسرائيلية‏,‏ نشر منها حتي الأن تسع برقيات والباقي لاتزال في حوزة الموقع الإلكتروني‏,‏
وتكشف البرقيات التسع أن العلاقات الأمريكية المصرية لم تكن دائما علي ما يرام‏,‏ يشوبها في أحيان كثيرة توترات مكتومة تحت السطح بسبب إختلاف وجهات نظر الجانبين حول قضايا السلام ونزع السلاح والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية‏,‏ لكن أربع من البرقيات التسع التي تم تسريبها من السفارات الأمريكية في القاهرة واسرائيل وفرنسا وإنجلترا‏,‏ تظهر حجم الخلاف الضخم بين البلدين بسبب مشكلة المعايير المزدوجة في مشكلة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل‏,‏ كما تكشف خطط الدبلوماسية الأمريكية لحصار دور الخارجية المصرية ومحاولة تطويعه لصالح إسرائيل التي تصر علي عدم تقديم أي تنازل في هذا الشأن‏.‏
ففي زيارة وكيلة الخارجية الأمريكية إيلن تاوتشر لنزع السلاح لإسرائيل في نهاية عام‏9002,‏ تحاول المبعوثة الأمريكية طمأنة الإسرائيليين إلي أن واشنطن يقظة للسلوك المصري المعوق الذي يربط بين البرنامجين النووين الإسرائيلي والإيراني‏,‏ ويصر علي ضرورة أن توقع إسرئيل معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية وتخضع منشآتها النووية للتفتيش الدولي شأنها شأن باقي دول العالم كي يتحقق للمعاهدة عالميتها‏,‏ علي حين يصف ألون بار نائب مدير عام الخارجية الإسرائيلية مواقف الخارجية المصرية بأنها غير مشجعة خاصة موقف الوزير أبو الغيط‏,‏ ويسأل تاوتشر إن كان في وسع واشنطن إقناع المصريين بأن يتخلوا عن هوسهم بمشروع إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية‏,‏ بينما تصر زيفاري أوديز مديرة نزع السلاح في الخارجية الإسرائيلية علي أن مصر لا تريد أن تتخلي عن سلوكها التصادمي مع الإسرائيليين في كل المؤتمرات الدولية المتعلقة بنزع السلاح وأن المصريين يأخذون كل تنازل في جيوبهم ويطلبون المزيد‏,‏ وعندما حاولت وكيلة الخارجية الأمريكية تاوتشر أن تؤكد لمتحدثيها الاسرائيليين أن الخارجية الأمريكية ليست ساذجة تجاه السلوك المصري‏,‏ وأن واشنطن تبذل غاية جهدها في محاولة إحتواء الموقف المصري‏,‏ وأن المطلوب فقط مجرد خطوة اسرائيلية صغيرة ومحدودة لا تشكل تنازلا أساسيا لإثبات جدية الموقف الأمريكي في تنفيذ القرار‏5991‏ بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل‏,‏ رفض الاسرائيليون مصرين علي أن الحل الأوحد هو أن تقف واشنطن بصرامة ضد الخارجية المصرية ووزيرها أبو الغيط خاصة أن تاوتشر سوف تكون في القاهرة غدا‏.‏