البحث عن البدائل‏!‏

لا أحد من الفلسطينيين أو الإسرائيليين يعتقد أن مجيء المبعوث الأمريكي ميتشيل إلي منطقة الشرق الأوسط عقب قرار واشنطن عدم مطالبة اسرائيل بتجميد أنشطتها الاستيطانية في الضفة والقدس الشرقية يعني شيئا جديدا‏
وأغلب الظن أن ميتشيل لا يحمل شيئا‏,‏ وأنه جاء كي يسأل كلا من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي أن يقدم رؤيته لعناصر التسوية ومرجعيتها ومراحلها إلي الجانب الأمريكي‏,‏ الذي سوف يدير مرة أخري الحوار بين الجانبين بصورة غير مباشرة‏!,‏ وأظن أن المبعوث الأمريكي وغيره ممن سبقوه قد قام بهذه المهمة عشرات المرات إلي حد أن مواقف الجانبين أصبحت معادة ومكررة يحفظها الجميع عن ظهر قلب بمن فيهم جورج ميتشيل‏,‏ ولكنه الشيء لزوم الشيء كما يقولون‏!,‏ فالمهم أن يشعر العالم أن الرحايا تدور تطحن كلاما معادا وإن كانت عملية السلام تقف محلك سر‏!!.‏
ولست أشك في أن العالم أجمع يعرف جيدا الآن‏,‏ أن الوصول إلي تسوية مقبولة للصراع العربي الاسرائيلي في ظل حكومة بنيامين نيتانياهو ومواقفها العقائدية بات أمرا متعذر المنال‏,‏ وأن نقطة البداية الحقيقية في أي تحرك جاد لعملية السلام تكمن في وجود حكومة اسرائيلية جديدة تضم تحالف حزب كاديما المعارض الذي ترأسه وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني مع حزب العمل برئاسة ايهود باراك وآخرين‏,‏ وهو أمر يبدو بعيد الاحتمال في الأمد المنظور لثقة الاسرائيليين في قدرة نيتانياهو علي حصار وهزيمة الرئيس الأمريكي أوباما بعد ان حقق فوزا مهما ألزم الإدارة الأمريكية عدم تجديد مطالبتها لاسرائيل بتجميد الاستيطان‏!.‏
وأظن أن من واجب الفلسطينيين والعرب أن ينشغلوا علي نحو جاد وعاجل بدراسة البدائل المحتملة‏,‏ لأن نيتانياهو لن يقدم للأمريكيين شيئا أبعد من اتفاق مرحلي يرجئ الحل النهائي إلي الأبد‏,‏ وإذا كانت فكرة الاعتراف بدولة فلسطين داخل حدود عام‏67‏ علي أرض الضفة والقطاع تلفت نظر العالم الآن‏,‏ فلماذا لا يكون ذلك شاغل الدبلوماسية العربية المشتركة بحيث يعمل الجميع من أجل توسيع هذا الاعتراف بالدولة وحدودها ليشمل الدول غير المنحازة ودول الاتحاد الافريقي‏,‏ والدول الأخري التي تعترف علي نحو ضمني بالدولة الفلسطينية‏,‏ وأظن ان الخطوة الأولي علي هذا الطريق‏,‏ أن يصدر اعتراف عربي جماعي عام بالدولة الفلسطينية في إطار حدود‏67‏ التي ينبغي ان تشكل خطا واحدا يفصل اسرائيل عن الدولة الفلسطينية‏,‏ استكمالا لاعترافهم الضمني الراهن الذي تعززه علاقاتهم الدبلوماسية مع الدولة الفلسطينية‏.‏