بدائل عربية‏!‏

إن كان تخاذل الموقف الأمريكي عن الصمود في وجه صلف حكومة بنيامين نيتانياهو‏,‏ يمكن أن يطول أمده الي أن يتغير مزاج الداخل الإسرائيلي‏,‏
ويدرك الإسرائيليون أن حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف تجلب في المدي البعيد المزيد من الشقاء للإسرائيليين‏,‏ أو يشتد عود الإدارة الأمريكية‏,‏ وتتمكن من تحقيق إنجاز اقتصادي مهم يهبط بمؤشرات البطالة التي قاربت حدود‏01‏ في المائة‏,‏ ويطمئن الأمريكيين علي أنهم باليقين سوف يكونون أحسن حالا ـ يصبح من واجب الفلسطينيين والعرب‏,‏ بدلا من تعليق مواقفهم في انتظار اصلاح أوضاع أوباما أن ينشغلوا بدراسة وتفعيل عدد من البدائل المهمة أصبحت معروفة للجميع‏,‏ أهمها الذهاب الي مجلس الأمن أملا في الحصول علي اعتراف المجلس بالدولة الفلسطينية في إطار حدودها عام‏76,‏ أو التوجه الي الجمعية العامة للأمم المتحدة إن أغلق الفيتو الأمريكي أبواب مجلس الأمن أمام العرب‏,‏ وإعادة تقويم العلاقات بين العرب ودول المجتمع الدولي في ضوء مواقفها من القضية الفلسطينية‏,‏ لكن هذه البدائل تبقي مجرد خيارات نظرية قد لا تغير كثيرا من واقع العلاقات الدولية‏,‏ إلا أن يتأكد العالم أن الفلسطينيين والعرب قد تغيروا وأصبحوا في موقف أكثر قوة‏,‏ يملكون إرادة سياسية واضحة لا يضعفها الخلاف أو التشرذم‏,‏ ويتفقون علي خطة عمل واحدة رشيدة‏,‏ يعمل الجميع لإنجاحها دون مزايدات أو مقاطعات أو سباق علي أدوار وهمية‏.‏ وأظن أن تحقيق هذا الهدف يتطلب أمرين أساسيين‏,‏ أولهما العمل علي إنجاز المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية‏,‏ وانهاء الانشقاق الفلسطيني الذي هو أصل الداء وسبب البلاء‏,‏ وثانيهما إنجاز مصالحة مصرية ـ سورية تجمع المشترك في رؤية البلدين بما يعزز صمود الجبهة العربية ويحافظ علي السلام العادل هدفا مشتركا لا نكوص عنه‏,‏ خاصة أن ما يجمع بين دمشق والقاهرة أكبر كثيرا مما يفرقهما‏,‏ واذا كانت المصالحة المصرية ـ القطرية تؤتي أكلها الآن‏,‏ فإن المصالحة العربية ـ العربية سوف تغير دون شك كثيرا من حسابات القوي الإقليمية والعالمية‏,‏ لأن ما يجمع بين العرب المعتدلين والعرب الممانعين‏,‏ أكبر كثيرا مما يفرقهم‏,‏ ولأن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بوسائل عديدة ينبغي أن تكون جزءا من خطة العرب حتي يتحقق بالفعل سلام الشجعان‏.‏