تونس.. حالة خاصة!
صفحة 1 من اصل 1
تونس.. حالة خاصة!
فقد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ملكه عندما أطلقت قوات أمنه الرصاص علي جماهير المتظاهرين لتردي أكثر من60 قتيلا علي مدي أيام التظاهر الأخيرة, ولم تفلح إقالته لوزير داخليته في غسل يديه من مسئولية ما حدث,
علي العكس زادت من سوء موقفه وفككت حلقات نظامه, وبددت ما كان يبدو من الخارج راسخا وقويا, لكن أصل الداء الذي ساعد علي قتل نظامه قمعه الشديد لحرية الرأي والتعبير وتكميمه لكل الأفواه, وسيطرته علي كل وسائل الإعلام التي لم تكن تستطيع أن توجه نقدا لحكومته أو لتصرفات بطانته, وكانت نتيجة هذه السياسات استمرار الغليان تحت السطح إلي أن انفجر الوضع بأكمله.. وانهار في زمن وجيز, تحت ضغوط شديدة لم تجد فرصة التعبير عن نفسها, وأظن أنه حرم نفسه بهذه القيود التي كبلت حرية التعبير من فهم أبعاد ما يجري تحت السطح الذي ازدحم بمظاهر الزلفي والنفاق والحرص علي ألا يسمع سوي ما يرضيه..,وعندما أسر أخيرا لشعبه أنه قد فهم جاء ذلك متأخرا وبعد فوات الأوان.
وثالثة الأثافي في نظام حكم الرئيس بن علي أنه فقد جسور التواصل مع أجيال جديدة نهشت البطالة روحها وكرامتها, تشكل ما يزيد علي نصف سكان تونس, كانوا قوام الغضب العارم الذي اجتاح المدن التونسية لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد أن أشعل أحدهم النار في نفسه لأن موظفة في البلدية لا تريد أن تعطيه وهو الحاصل علي شهادة جامعية رخصة أن يبيع الخضار علي عربة يد في سوق مدينته!.
وقد يكون صحيحا أن بن علي حما بلاده من أخطار تنظيمات متطرفة عصفت بأمن جارته الجزائر طويلا وهددت أمن المغرب, لكن الإستقطاب الحاد الذي عاشته تونس في السنوات الأخيرة والاعتماد بالكامل علي قوي الأمن فقط والعداء الشديد لكل رأي مخالف حرم نظامه من مساندة قوي عديدة كان يمكن أن تكون جزءا من جبهته في الحرب علي التطرف, وما من شك أن جزءا من مشكلة الرجل أنه جاء إلي الحكم في مؤامرة قصر استثمرت شيخوخة الرئيس السابق بورقيبة وتفاقم الصراع الداخلي علي خلافته, ولم يكن يوما ما جزءا من حركة النضال الوطني أو من ملحمة الدفاع عن أمن تونس واستقلالها.., ولهذه الأسباب يبقي ما حدث في تونس مجرد حالة خاصة لا تنطبق سوي علي تونس.
الأهرام الأثنين 17 يناير 2011 السنة 135 العدد 45332
علي العكس زادت من سوء موقفه وفككت حلقات نظامه, وبددت ما كان يبدو من الخارج راسخا وقويا, لكن أصل الداء الذي ساعد علي قتل نظامه قمعه الشديد لحرية الرأي والتعبير وتكميمه لكل الأفواه, وسيطرته علي كل وسائل الإعلام التي لم تكن تستطيع أن توجه نقدا لحكومته أو لتصرفات بطانته, وكانت نتيجة هذه السياسات استمرار الغليان تحت السطح إلي أن انفجر الوضع بأكمله.. وانهار في زمن وجيز, تحت ضغوط شديدة لم تجد فرصة التعبير عن نفسها, وأظن أنه حرم نفسه بهذه القيود التي كبلت حرية التعبير من فهم أبعاد ما يجري تحت السطح الذي ازدحم بمظاهر الزلفي والنفاق والحرص علي ألا يسمع سوي ما يرضيه..,وعندما أسر أخيرا لشعبه أنه قد فهم جاء ذلك متأخرا وبعد فوات الأوان.
وثالثة الأثافي في نظام حكم الرئيس بن علي أنه فقد جسور التواصل مع أجيال جديدة نهشت البطالة روحها وكرامتها, تشكل ما يزيد علي نصف سكان تونس, كانوا قوام الغضب العارم الذي اجتاح المدن التونسية لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد أن أشعل أحدهم النار في نفسه لأن موظفة في البلدية لا تريد أن تعطيه وهو الحاصل علي شهادة جامعية رخصة أن يبيع الخضار علي عربة يد في سوق مدينته!.
وقد يكون صحيحا أن بن علي حما بلاده من أخطار تنظيمات متطرفة عصفت بأمن جارته الجزائر طويلا وهددت أمن المغرب, لكن الإستقطاب الحاد الذي عاشته تونس في السنوات الأخيرة والاعتماد بالكامل علي قوي الأمن فقط والعداء الشديد لكل رأي مخالف حرم نظامه من مساندة قوي عديدة كان يمكن أن تكون جزءا من جبهته في الحرب علي التطرف, وما من شك أن جزءا من مشكلة الرجل أنه جاء إلي الحكم في مؤامرة قصر استثمرت شيخوخة الرئيس السابق بورقيبة وتفاقم الصراع الداخلي علي خلافته, ولم يكن يوما ما جزءا من حركة النضال الوطني أو من ملحمة الدفاع عن أمن تونس واستقلالها.., ولهذه الأسباب يبقي ما حدث في تونس مجرد حالة خاصة لا تنطبق سوي علي تونس.
الأهرام الأثنين 17 يناير 2011 السنة 135 العدد 45332
مكرم محمد احمد- عضو نشط
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 89
المهنة : نقيب الصحفيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى