أوباما في حالة استنفار‏!‏

مشكلة أوباما مع الأمريكيين هي حالة القنوط التي تسيطر علي غالبية المجتمتع الأمريكي‏,‏ وتجعلهم عازفين عن كل شيء‏,‏
عن الشراء والبيع والخروج إلي الانتخابات‏,‏ يعتريهم قلق شديد علي مستقبل أولادهم‏,‏ لانهم لم يعودوا واثقين في انهم سوف يضمنون لهم استمرار مجتمع الرفاهية والاستهلاك الذي ورثوه عن آبائهم‏,‏ لان الأزمة الاقتصادية كشفت عجز الاقتصاد الامريكي عن ان يضمن للأجيال الامريكية الجديدة الحفاظ علي مستويات حياتهم الراهنة‏,‏ خاصة مع الزيادة المهولة في حجم الدين الامريكي الداخلي والخارجي‏!.‏
وربما يكون اوباما قد ورث هذه الاوضاع المتردية عن سلفه بوش الابن الذي استنزف الاقتصاد الامريكي في حروب بلا طائل‏,‏ زادت متوسطات البطالة الي حدود‏9.5%‏ ترتفع الي حدود‏16%‏ بين الامريكيين السود‏,‏ لكن الحقيقة المرة التي يعيشها الامريكيون كل يوم‏,‏ ان ارقام البطالة لا تنخفض وان المؤشرات الاقتصادية تحذر من عودة الاقتصاد الامريكي الي فترة ركود ثانية‏,‏ وان خطط الرئيس اوباما لم تفلح في تحسين الاحوال وان منعت المزيد من تدهور الموقف‏.‏
واكثر ما يقلق الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي التي تجري في نوفمبر المقبل هو تقاعس الامريكيين عن الخروج إلي صناديق الانتخابات تسبب حالة الإحباط الشديد التي تسيطر معظمهم‏,‏ ولان الامر جد خطير يهدد بضياع الاغلبية الديمقراطية في المجلسين‏,‏ بل ويهدد انتخاب اوباما لفترة حكم ثانية‏,‏ يستنفر اوباما كل طاقاته في محاولة حفز الامريكيين علي الخروج من هذه الحالة والذهاب الي صناديق الانتخابات‏,‏ مركزا علي الناخبين السود باعتبارهم أهله وعشيرته‏,‏ الي حد انه ناشدهم ألا يخذلوه ويظهروه في صورة سيئة‏,‏ خاصة ان الامريكيين من اصل افريقي يصوتون عادة للديمقراطيين‏,‏ كما يركز اوباما علي اصوات المرأة التي عادة ما تصوت للديمقراطيين‏,‏ تساعده في ذلك زوجته ميشيل التي لا تزال تتمتع بشعبية عالية‏,‏ لكن ثمة شواهد عديدة تؤكد تزايد نسبة النساء الامريكيات الراغبات في منح اصواتهن الانتخابية هذه المرة للجمهوريين بنسب متفاوتة تصل في بعض الولايات الي‏20%,‏ ولو ان الديموقراطيين خسروا اصوات السود والمرأة في انتخابات نوفمبر‏,‏ فأغلب الظن انهم سوف يخسرون اغلبيتهم الراهنة في مجلسي الشيوخ والنواب‏,‏ وربما لا ينجح اوباما في الحصول علي فترة حكم ثانية‏.‏

الأهرام الأحد 24 اكتوبر 2010 السنة 135 العدد 45247