الفشل يحاصر أوباما

يوما وراء يوم تتضاءل فرص الرئيس الأمريكي أوباما في أن يحقق إنجازا اقتصاديا مهما‏,‏ يرفع أسهمه في الرأي العام الأمريكي ويزيد من فرص أن يحظي بفترة حكم ثانية‏,‏
بعد أن قفز معدل البطالة هذا الأسبوع إلي حدود‏8.9‏ في المائة ليصل عدد العاطلين الأمريكيين إلي حدود‏51‏ مليون شخص‏,‏ بينهم نسبة عالية من أصحاب الشهادات العليا‏,‏ وذلك يعني أن خطط أوباما لخفض معدل البطالة إلي حدود‏8%‏ قبل عام‏2102.‏ والتي تتطلب توفير‏002‏ ألف فرصة عمل شهريا تواجه صعوبات متزايدة تجعل تحقيقها أمرا صعب المنال‏.‏
ويزيد من مشاكل أوباما أن الجمهوريين الذين يطالبون بخفض العجز المتضخم يسدون الطريق علي جهود الديمقراطيين لمد تأمينات البطالة‏,‏ التي يستفيد منها أكثر من‏2‏ مليون عاطل يمكن أن يحرموا منها‏,‏ كما يواجه أوباما عقبات متزايدة تمنعه من تحقيق أي إنجاز في السياسة الخارجية يعوضه عن الفشل في تحقيق إنجاز داخلي مهم‏,‏ فأزمة الشرق الأوسط تراوح مكانها بسبب الصعوبات التي تعترض استئناف التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والاسرائيليين نتيجة استمرار بناء المستوطنات في الضفة والقدس‏,‏ كما أن المصادقة علي معاهدة الخفض المتبادل للأسلحة النووية مع روسيا تتعثر داخل مجلس النواب بسبب إصرار الجمهوريين علي مراجعة بنود المعاهدة‏,‏ ولايبدو أن الرئيس أوباما سوف يكون قادرا علي معالجة جادة لقضية المتغيرات المناخية‏;‏ لأن الجمهوريين لن يساعدوه علي إنجاز قانون جديد يفرض ضرائب أعلي لانبعاثات الغازات الكربونية‏.‏
غير أن أخطر ما يواجهه الرئيس أوباما هو تبخر قاعدته الانتخابية الواسعة التي مكنته من تحقيق فوزه الأسطوري في انتخابات عام‏8002‏ بسبب الإحباط المتزايد لدي هؤلاء من سياساته التي تفتقد الحسم‏,‏ ولا تربط بين الأقوال والأفعال وتحاول استمالة الجمهوريين بحلول وسط تجعل سياساته في أحسن الأحوال محلك سر لاتحقق خطوة عملية واحدة إلي الأمام‏.‏

الأربعاء 8 ديسمبر 2010 السنة 135 العدد 45292